يترقب مستثمرون إماراتيون مصير استثماراتهم في مصر التي تمر بمرحلة عدم استقرار سياسي جراء التظاهرات الشعبية وعمليات التخريب العشوائي لعدد من المراكز الحيوية في المدن الرئيسة. وقدرت مصادر رسمية حجم الاستثمارات الإماراتية في مصر بنحو 4.3 بليون دولار من خلال نحو 492 شركة تعمل في مختلف القطاعات الاقتصادية، عدا عن المشاريع المتعلقة بقطاعي النفط والغاز والعقار، حيث تصل استثمارات شركة «إعمار» العقارية، صاحبة أكبر محفظة استثمارية أجنبية مباشرة في القطاع العقاري في مصر، إلى أكثر من 5.8 بليون دولار، ليتجاوز حجم الاستثمارات الإماراتية في مصر 10 بلايين دولار. وتقوم شركة «إعمار مصر للتنمية»، المملوكة بالكامل ل «إعمار العقارية» الإماراتية، حالياً بتطوير خمسة مشاريع بالسوق المصرية هي «أب تاون كايرو» و«مراسي» و«ميفيدا» و«بوابة القاهرة» التي سيكون من أعلى المباني في القاهرة، إضافة إلى مشروع تطوير «مدينة الشيخ خليفة بن زايد» السكنية في مصر، الذي وقعت الشركة مذكرة تفاهم في شأنه مع بلدية أبوظبي. وعلى رغم القلق الذي يشعر به مستثمرون إماراتيون، غير أن الرئيس التنفيذي لشركة «دانة غاز» احمد العربيد أكد في بيان، أن عمليات الشركة في مصر «تسير بصورة اعتيادية من دون انقطاع، ولم يتأثر الإنتاج بالأحداث الجارية في مصر في الوقت الراهن». ودخلت الشركة التي تتخذ من إمارة الشارقة مقراً إقليمياً والمدرجة في بورصة أبوظبي، قطاع التنقيب عن الغاز وإنتاجه في مصر عام 2006، عندما أصبحت سادس أكبر شركة منتجة للغاز في البلاد، من خلال استحواذها على «سنتريون انترناشونال الكندية»، مقابل 1.15 بليون دولار كندي، لتصل حجم استثماراتها في مصر إلى 1.08 بليون دولار. وأكدت المصادر انه تم تأسيس 277 شركة إمارتيه في مصر على الأقل خلال السنوات الخمس الماضية، حيث يستحوذ القطاع الصناعي على 20 في المئة من حجم الشركات الإماراتية المستثمرة في مصر، فيما يشكل قطاع الإنشاءات 15 في المئة، وقطاع التمويل 10 في المئة وقطاع الزارعة 10 في المئة والسياحة 8 في المئة، فيما يشكل قطاع الاتصالات 50 في المئة من الاستثمارات الإماراتية من حيث رأس المال المصدر للشركات. ولم ينكر الخبير الاقتصادي الإماراتي احمد البنا، أن «الاستثمارات الإماراتية في مصر تأثرت بالفعل بما يحدث في مصر، لا سيما في قطاع أسواق المال والصناعة والزراعة». وأشار إلى أن «الهبوط الكبير للبورصة المصرية قبل أن تصاب بحال الشلل الكامل، أثر في كل المستثمرين بمن فيهم الإماراتيون». وقال: «إذا كان الضرر مباشراً في ما يتعلق باستثمارات المتداولين في أسواق الأسهم، فإن الضرر الذي سيلحق بالقطاعات الصناعية والزراعية سيكون بعيد المدى، حيث أن المصانع ترتبط في شكل كبير بعمليات الاستيراد والتصدير والأمور اللوجستية. أما في ما يتعلق بالقطاع الزراعي، فإن انتاجيته ستتأثر حتماً جراء تركيز المصريين على ما يحدث في الشارع».