يدور عالم الفنان المصري كريم فهمي في فلك العمل طبيبَ أسنان من جهة، ومؤلفاً وممثلاً من جهة أخرى. وجاء ظهوره الفني الأول في دور طبيب -شخصيته الحقيقية- يتمنى الدخول إلى عالم الفن ويتنازل عن مهنته من أجل تحقيق حلمه، وذلك في مسلسل «عرض خاص»، غير أنه في الحقيقة لم يعلن اعتزال الطب حتى الآن. اجتذبه عالم الكتابة والتأليف، وبخاصة الأعمال الكوميدية، إذ شارك أيضاً في كتابة سيناريو فيلم «أوضتين وصالة»، كما قام بتأليف فيلم «بيبو وبشير» وفيلم «مستر آند مسز عويس» وفيلم «هاتولي راجل» الذي قام بالمشاركة في بطولته أيضاً. يتمتع كريم بوسامة مصرية واضحة، وموهبة لافتة تعتد أولاً على البساطة. وفي حين اعتاده الجمهور في أدوار الشاب الوسيم الراقي، فاجأهم بإطلالة مختلفة عبر أداء شخصية شاب ينتمي إلى بيئة شعبية لم يُكمل تعليمه، ويتميّز بمقدار من الفظاظة والشهامة أيضاً. إنها شخصية مركبة لا تملك إلاّ التعاطف معها، على رغم أخطائها وخطاياها. وعمد فهمي في دور كرم الذي أدّاه مع النجمة يسرا في مسلسل «الحساب يجمع»، الى تغيير هيئته من خلال الماكياج والملابس والشارب الكث من أجل إقناع المشاهد بالشخصية التي يلعبها. «الحياة» التقت النجم الشاب الذي تحدث عن دوره قائلاً: «جاءت شخصية كرم مغايرة تماماً ومختلفة عن أعمالي السابقة. إنه رجل البيت الذي يؤازر عمته خلال مشكلات عصيبة في المنطقة الشعبية التي تعيش فيها». لم يخش فهمي من تجسيد هذا الدور، وهو ما يفسره بقوله: «أقتنع دائماً بأن النجاح لا يتحقق من دون مجازفة، ولا يمكن الاستمرار على الوتيرة ذاتها دون تغيير في الشكل أو النوع. معظم الأدوار التي قمت بتجسيدها جاءت في إطار الشاب الوسيم، بحيث كان لا بدّ من «انقلاب» على هذا النمط. ولكن لا أخفي أنني تخوفت في البداية وترددت في قبول الدور، ولكني اعتدت حين أخاف من شيء أن أبادر إلى القيام به وأن أقبل التحدي بدلاً من الهرب. ورأيت أن العمل تتوافر فيه كل عوامل النجاح، بدءاً من شركة الإنتاج وفريق العمل والمخرج هاني خليفة وسيناريو العمل، فضلاً عن الوقوف أمام الفنانة يسرا. كلّ ذلك جعلني أوافق على المجازفة وأقتنع بأنّ الاعتذار عن عدم المشاركة فيه سيكون خطأ كبيراً». وحول بدايته الفنية وتحوله من طبيب أسنان إلى مؤلف وممثل، قال: «بدأت رحلتي في عالم الفن قبل سبع سنوات، حين شاركت بالصدفة في إحدى ورش التمثيل للصديقة مروة جبريل التي أخبرتني أن ثمة مسلسلاً باسم «عرض خاص»، وهو أكبر مسلسل في الشرق الأوسط، ويجري البحث عن أبطال له. وبالفعل ذهبت إلى اختبار (كاستينغ) بصحبة دينا الشربيني وياسمين رئيس وتمّ اختيارنا، ومن ثمّ انخرطت في عالم التمثيل، مع أنّ الأمر لم يكن جدياً بالنسبة إليّ. وتزامن ذلك مع كتابتي فيلم «بيبو وبشير» مع هشام ماجد وبطولة منة شلبي (2010). أما عن التمثيل مع النجمة يسرا فقال: «يتردد دائماً أن الوقوف أمام نجم كبير يجعلك متوتراً أو مرتبكاً خلال المشاهد الأولى. لكنني لم أشعر بذلك أبداً، ليس تفوقاً من جانبي بل لأن يسرا تتمتع بروح طفولية تجعلك تشعر أنك تعرفها منذ زمن، فتكسر الحواجز بينها وبين الآخرين. وعلى رغم أنها نجمة ذات تاريخ لكنها حين تدخل البلاتوه تشعر كأنها تمثل للمرة الأولى، فتكسر تلك الرهبة لديك». وألمح إلى أنه يفضل الأعمال السينمائية عن التلفزيونية معللاً رأيه بالقول: «الأفلام هي التاريخ. وعلى رغم تطور المسلسلات على مستوى الكتابة والإنتاج والإخراج، تظل السينما هي الأساس وصانعة تاريخ الممثل. وإن ذكرنا الفنانة يسرا لوجدنا أنها قدمت مسلسلات كثيرة وناجحة جداً منها «رأفت الهجان»، ولكن حين الحديث عنها أو عن أهمية تجربتها فإننا نذكر أعمالها السينمائية». ونفى كريم فهمي مشاركته في المسلسلات بغرض الانتشار قائلاً: «اعتذرت عن مسلسلات كثيرة خلال بدايتي الفنية، لأنّ دافعي الأول للمشاركة هو جودة الأعمال التي أشارك فيها. ولا يشترط أن أتواجد كل رمضان في مسلسل، لكنّ معياري هو مدى جاذبية العمل وجودته، إضافة إلى أن المسلسلات صارت لها أهمية معينة، وإن لم تتخطَّ أهمية السينما طبعاً». وأضاف: «ترتفع نسبة المشاهدة خلال موسم رمضان ولكن ثمة مواسم درامية أخرى بدأت تنتعش على مدار العام. فعرض مسلسل «اختيار إجباري» قبل رمضان الفائت مثلاً وحظي بنسبة متابعة مرتفعة، وتكرّر الأمر ذاته مع مسلسل «الأب الروحي». جاء عرض مسلسليه «اختيار إجباري» و «الحساب يجمع» حصرياً على «دي ام سي»، وهو ما يدفع للتساؤل: هل العرض الحصري إيجابي أم سلبي في ما يتعلق بحجم المشاهدة؟ فأجاب بقوله: «العمل الجيد سيشاهده الجمهور على أي حال، وإذا افتقد المسلسل جودته فلن يتابعه أحد حتى لو عرض على 20 قناة، ولا يخضع الأمر للعرض الحصري من عدمه ولم يكن مثيراً لقلقي نهائياً». وعن أدواره المفضلّة: «لا يوجد دور بعينه أطمح أن أقوم بأدائه لكنني أحب أن أتفاجأ كل فترة بالأدوار التي تعرض علي، وعلى صعيد الكتابة، أؤلف وفقاً للأفكار التي تراود ذهني وأبدأ في العمل عليها وكتابتها، ولا أركز حول موضوعات بعينها، وأحياناً يضع الإنسان خطة مستقبلية لنفسه من دون أن يُنفذّها، ويكتشف أنّ الله كتب له ما هو أفضل بكثير مما خطّط له». وعلى الصعيد السينمائي كشف فهمي ل «الحياة» أنه يجري العمل على فيلم «علي بابا»، إنتاج محمد السبكي وإخراج شادي الرملي وبطولته مع روبي، ومن المقرر عرضه قريباً. أما عن كتابته السينمائية ذات الصبغة الكوميدية فيقول: «أحب التأليف الكوميدي مع انه من أصعب أنواع الكتابة. فالأعمال التي تُثير ضحك المشاهد ليست سهلة أبداً، بل أراها عسيرة في أحيان كثيرة. وأنا لا أتحدث هنا عن الأفلام التي تعتمد على الممثل الكوميدي خفيف الظل ولكن تلك التي تعتمد على المواقف المضحكة، والعمل على صناعة فيلم كوميدي عبر ممثلين غير كوميديين أصلاً. وقمت بكتابة وتمثيل الفيلم الكوميدي «هاتولي راجل» مع أحمد الفيشاوي وشريف رمزي ويسرا اللوزي وإيمي سمير غانم التي كانت «الكوميديانة» الوحيدة في العمل، وصنف الفيلم «كوميدياً». ولم يكن آسر ياسين أو منة شلبي-بطلا فيلم «بيبو وبشير»- من الفنانين الكوميديين لكنّ الفيلم انتزع ضحك الجمهور لكون الموضوع كوميدياً، لكنهما نجحا في تمثيله باحتراف». وأضاف: «قد أقوم مستقبلاً بتأليف أعمال أخرى مختلفة، ولكن كل الأفكار التي راودتني خلال السنوات الماضية كوميدية أو أنها ولدت في شكل كوميدي. وكنتُ كتبت في بدايتي مسلسل «المحكمة» الذي عُرض على الإنترنت واعتمد على التفاعل المباشر مع الجمهور، من تمثيلي وإخراج محمد شاكر خضير. وتدور أحداثه في قالب من التشويق والإثارة بحيث جسدت دور وكيل نيابة يحقق في جرائم مختلفة، ومن الممكن أن أقوم بتأليف شيء مشابه الا انني أتلمّس حالياً خطواتي الفنية بتأنٍ وتؤدة».