دعمت مديرية الشؤون الصحية في الأحساء أخيراً، مستشفى الشيخ حسن العفالق للرعاية الأساسية بكادر تمريضي جديد، في خطوة تستهدف «سد النقص والاحتياج في المستشفى»، إثر امتناع الممرضات عن العمل، اعتراضاً على ما وصفنه ب «الكشف عن عورة الرجال المرضى» من المنومين في المستشفى. واستمر هذا الوضع لأشهر، ما أثر على مستوى الخدمة المقدمة للمنومين في المستشفى. وغالبيتهم من المنسيين والعجزة. وأوضحت «صحة الأحساء» أن الدعم تمثل في «عدد من منسوبي التمريض الممارسين ذوي الخبرة، وذلك لتغطية النقص الحاد الذي يواجهه المستشفى في التمريض». والتقى مدير المستشفى صلاح إبراهيم الفوزان أخيراً الممرضين، مرحباً بهم للعمل في مستشفى العفالق. وقال: «إن هدف الجميع تقديم أفضل الخدمات الطبية للمرضى في المستشفى، على رغم العقبات والضغوط التي تواجه الإدارة والعاملين». وعبّر الممرضون عن شكرهم لإدارة المستشفى على «حسن الاستقبال ولكل من وضع الثقة في هذه المجموعة لدعم مستشفى العفالق»، مؤكدين في الوقت نفسه أنهم سيقدمون «كل ما لدينا لخدمة المرضى ودعم المستشفى». وتأتي هذه الخطوة بعد قرار 12 ممرضة سعودية الامتناع عن العمل، معلنات التمسك بفتوى أصدرها المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن باز -يرحمه الله- عام 1415ه، تنص على «عدم جواز الممرضة بالكشف على عورة الرجل، مثل تضميد جروحه». ورفعت الممرضات شكوى إلى رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأحساء (حصلت «الحياة» على نسخة منها)، أكدن من خلالها إجبارهن على «الكشف على عورات الرجال أثناء تحميمهم، وتغيير ملابسهم وهذا من صميم عمل الرجال من هيئة التمريض». وكشفت الممرضات في أحاديث سابقة، نشرتها «الحياة» في وقت سابق، أنهن تعرضن إلى «خصم جزء من رواتبنا في حال رفضنا الكشف على الرجال». ونوهت الممرضات اللاتي التقت بهم «الحياة» إلى أنهن يأتين للعمل في مستشفى حسن العفالق للرعاية التأهيلية، والتوقيع على دفتر الدوام، بعدها يذهبن إلى إحدى الغرف حتى نهاية الدوام. وأكدت الممرضات عدم قبولهن بهذا الوضع «مهما كانت الظروف»، مناشدين وزير الصحة ورجال الدين «النظر في الموضوع، وبخاصة في ظل فتوى الشيخ بن باز - يرحمه الله- وكبار العلماء بعدم جواز ذلك». وأكدت الممرضات عدم مقدرتهن «مواصلة العمل مع رجال في وعيهم، ما يسبب لنا الحرج أثناء ملامسة أجزاء حساسة من الجسم، وهو عمل من المفترض أن يقوم به ممرض، وليس ممرضة». والتقت لجنة التحقيق الممرضات واستمعت إلى ما عرضنه. فيما أوضحت «صحة الأحساء» على لسان متحدثها إبراهيم الحجي، حرصها على أن يتم «تقديم الخدمة للمرضى تحت شعار «المريض أولاً». لافتة إلى التزامها ب «تأمين حقوق منسوبيها كافة، وأن تكون جميع المهام المناطة بمنسوبي التمريض بالمنشآت الصحية جميعها من المهام الداخلة ضمن الوصف الوظيفي المناط بهم»، لافتاً إلى «إحالة جميع المطالب لإدارة التمريض وإدارة حقوق الموظفين، للنظر في طريقة يتم من خلالها مراعاة طلباتهم، مع الالتزام بالنظام، ومن دون التأثير على الخدمة المقدمة للمريض».