موسكو – أ ب، أ ف ب – حددت لجنة التحقيق الروسية في الاعتداء الانتحاري الذي استهدف الاثنين الماضي مطار موسكو – دوموديدوفو، الأكبر في البلاد، وأسفر عن سقوط 35 قتيلاً وجرح 180 آخرين، هوية المهاجم بأنه رجل في العشرين من العمر متحدر من إحدى جمهوريات شمال القوقاز التي تشهد أعمال عنف ينفذها انفصاليون إسلاميون، لكنهم لم يكشفوا اسمه. وأعلن المحققون الفيديراليون في بيان، بعد خمسة أيام على التزامهم الصمت، أن الهجوم الانتحاري استهدف رعايا أجانب، «ما يشير إلى تكتيك جديد في المعركة التي تخوضها موسكو ضد المتشددين في شمال القوقاز»، والتي يرى محللون أن سلطات الأمن الروسية فشلت في احتواء أخطارها واحتمال تمددها حتى الآن. وأكد المحققون أن العبوة التي فجرها الانتحاري احتوت مواد انشطارية من اجل إيقاع اكبر عدد من الضحايا، فيما اعلنوا أن تحديدهم هوية الانتحاري لم يقدهم إلى التعرف على العقل المدبر للهجوم حتى الآن، «لذا لن نكشف هوية الانتحاري حتى الإيقاع بمنظمي العملية والمتآمرين في الاعتداء الإرهابي». وأبدى هؤلاء قلقهم من استهداف العمليات الإرهابية الأجانب للمرة الأولى، «إذ ليس مصادفة تنفيذ العملية الإرهابية في قاعة وصول المطار الدولي»، علماً أن لائحة الضحايا ضمت رعايا من بريطانيا وألمانيا والنمسا وأوكرانيا وطاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان. كما سقط 16 روسياً و12 آخرون لم تعرف جنسياتهم. وتبنى متمردو القوقاز سلسلة هجمات دموية في الأعوام الأخيرة، احدها ضد شبكة إنفاق المترو في موسكو، وأخرى في مطار موسكو – دوموديدوفو ذاته عام 2004. وأطاح تفجير المطار مسؤولين أمنيين في مطار دوموديدوفا ومدير أمن وسائل النقل في وزارة الداخلية اندريه اليكسييف، بعد ثبوت تجاهل أجهزة الأمن معلومات توافرت منذ أكثر من شهر عن مخطط لشن سلسلة تفجيرات، ودفع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف إلى إطلاق حملة ل «تنظيف» أجهزة الأمن من المقصرين. وأفادت وسائل إعلام روسية بأن مصادر أمنية كشفت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي مخططاً لتنفيذ اعتداءات، وأن فريقاً مكوناً من ثلاث نساء ورجل قدم من منطقة القوقاز إلى العاصمة الروسية لهذا الغرض، واستعدوا لتنفيذ هجوم انتحاري كبير ليلة رأس السنة في ساحة مانيج قرب الكرملين، لكن الاعتداء فشل من طريق الصدفة وانفجرت العبوة الناسفة المجهزة قبل ساعات من الموعد المحدد في مكان إقامة «الانتحارية» في إحدى ضواحي موسكو.