مرة أخرى، تستجدي قطر الحلول الوسط، وتحرك وساطاتها في كل مكان لإخراجها من مأزق العزلة الخليجية والعربية، التي فرضتها عليها السعودية والإمارات والبحرين ومصر ودول أخرى منذ أكثر من شهر. ومنذ الخامس من حزيران (يونيو) الماضي، ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني يجوب البلدان الأوروبية والعربية بحثاً عن وساطة تقوده إلى إنهاء الأزمة، ومع ذلك تمسكت الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب بشروطها واتفاقاتها المسبقة مع قطر، قبل أن تنكثها، والخميس الماضي غادر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون منطقة الخليج، بعد جولة استغرقت نحو أربعة أيام، زار خلالها الكويتوقطر مرتين، وانتقل إلى جدة لمقابلة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ثم عاد إلى بلاده من دون حلول تذكر. وعبرت الدوحة، مباشرة بعد مغادرة تيلرسون المنطقة، عن أملها بأن يعود الوزير الأميركي للمنطقة مجدداً «في ظروف أفضل»، وتسعى قطر منذ بدء الأزمة إلى إطالة أمدها، وتروج في العلن أنها لن تلبي المطالب المحددة، لكنها تستجدي الوساطات في كل مكان لإنهاء أزمتها. ويبدو أن وساطة الكويت، التي تحظى بدعم كبير حتى من الدول المقاطعة لقطر، لم تعد تحرز تقدماً سريعاً في الأزمة، بعد تقديم الدول الأربع مهلة إضافية للدوحة، لتنفيذ المطالب أو تمديد العقوبات والإجراءات ضد الحكومة القطرية، لوقف دعمها الإرهاب والتطرف في المنطقة. وأكدت واشنطن، الخميس أن الجولة التي قام بها وزير خارجيتها ريكس تيلرسون إلى منطقة الخليج العربي، هدفت إلى «دعم جهود الوساطة التي تقوم بها دولة الكويت لحل الأزمة في المنطقة، ومساعدة الطرفين في الفهم الحقيقي لمخاوف كل منهما، وبحث السبل الممكنة للحل». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت، في إيجازها الصحافي: «استناداً إلى الاجتماعات التي عقدها الوزير تيلرسون، فإنه يؤمن بأن جعل الطرفين يتحدثان مباشرة مع بعضهما البعض سيشكل خطوة مقبلة مهمة، ونحن نتطلع ونأمل بأن يتحقق ذلك الأمر». وأضافت المتحدثة «نأمل بأن يوافق الطرفان على القيام بذلك، وسنواصل دعم أمير الكويت في جهوده للوساطة، كما نجدد شكرنا لدولة الكويت على العمل الدؤوب، الذي بذلته للتوفيق بين الأطراف كافة». وفي أنقرة، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أمس، إن بلاده تتطلع إلى «أن تكلل جهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بحل الأزمة الخليجية بالنجاح». وقال آل ثاني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في أنقرة، إن «هناك وساطة واحدة بقيادة أمير الكويت، التي تلقى الدعم من الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة والدول الأخرى، ومنها تركيا». وأكد موقف بلاده الواضح والمثمن جداً لجهد أمير الكويت، الذي يعتبره أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وكل الشعب القطري والداً لهم. وأعرب عن تقديره جهود دولة الكويتوالولاياتالمتحدة والدول الصديقة في حل الأزمة الخليجية، مشيراً إلى استمرار المحادثات مع الكويتوواشنطن للوصول إلى نتيجة لحل الأزمة. من جهته، أعرب وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل أمس الجمعة، عن ثقة بلاده بجهود الوساطة الكويتية في سبيل حل الأزمة الخليجية. ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الألمانية، عن الوزير غابرييل قوله: «الجهود التي تبذلها حكومة الكويت تحظى بكامل دعمنا، ونحن ننسق مواقفنا مع شركائنا في الكويت وفي الولاياتالمتحدة وأوروبا، ومستعدون لتقديم كل أشكال الدعم من أجل حل الأزمة». وأضاف الوزير الألماني: «بعد ستة أسابيع من اندلاع الأزمة حان الوقت لجلوس الجيران والأشقاء الخليجيين على طاولة المحادثات والوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف». وأشاد غابرييل بجهود وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، وقال إن «هذه المحادثات كانت خطوة مهمة على طريق التوصل إلى حل للأزمة والحيلولة دون مزيد من التصعيد».