أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصالاً أمس مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بحثا خلاله أزمة قطر وهزيمة «داعش» في الموصل. وفي أول تعليقاته حول أزمة قطر بعد جولة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أكد ترامب أنه «إذا اضطررنا أن نرحل من القاعدة العسكرية (العديد في قطر) فهناك عشر دول مستعدة لبناء قاعدة أخرى لنا وليس علينا أن ندفع أي شيء»، واعتبر أن الهدف اليوم هو «تجويع الوحش، والوحش هو الإرهاب». وقال ترامب في مقابلة مع شبكة «سي بي أن» رداً على سؤال حول التواجد العسكري الأميركي في قطر: «سنكون على ما يرام، إنما إذا اضطررنا إلى الخروج من القاعدة العسكرية فهناك عشر دول على الأقل مستعدة لبناء قاعدة عسكرية أخرى لنا، صدقني، هم سيدفعون الكلفة أيضاً». إلا أن الرئيس الأميركي نوه «بأن العلاقة ستكون جيدة مع قطر وليست هناك مشكلة حول القاعدة العسكرية إنما إذا احتجنا إلى قاعدة أخرى فهناك عدة دول ستبنيها بسرور». ووصف ترامب قطر بأنها «معروفة كمموّل للإرهاب وقلنا لهم لا يمكن أن تفعلوا ذلك، علينا تجويع الوحش، والوحش هو الإرهاب ولا يمكن أن تكون هناك دول ثرية تموّل الوحش». ولفت الرئيس الأميركي إلى أن تيلرسون «يقوم بجهد رائع إنما هو وأنا كان لدينا خلاف في النبرة فقط». من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ينوي زيارة منطقة الخليج قريباً لمناقشة جهود حل أزمة قطر. فيما دعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إلى البحث عن «نسق مختلف» من العلاقات مع قطر، وأكد في حسابه على «تويتر»: «إننا متجهون إلى قطيعة ستطول». وقال جاويش أوغلو للصحافيين بعد محادثات أجراها في أنقرة أمس مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: «تتركز جهودنا كافة على الوصول إلى حل يتماشى مع العلاقات الأخوية». وكانت تركيا أرسلت 200 طائرة شحن تحمل إمدادات إلى قطر منذ بدء الأزمة. وقال آل ثاني أن من الظلم أن توصف وساطة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بالفاشلة، وأكد أن الأزمة «لا يمكن حلها في يوم واحد». وأضاف أن بلاده ستستمر في العمل مع الولاياتالمتحدة والكويت لإنهاء الخلاف مع الدول الأربع. وكان تيلرسون أعرب عن تفاؤله في اختتام جولته بإمكان أن تجلس قطر وجيرانها قريباً للحديث وجهاً لوجه. وغادر قطر أول من أمس (الخميس) بعد جولة في دول الخليج استهدفت تهدئة الخلاف قال أنه قدم خلالها مقترحات ستساعد في الحل، كما وقّع اتفاقاً بين أميركا وقطر لمكافحة تمويل الإرهاب. لكن وزراء خارجية الدول الأربع التي تطالب قطر بإجراءات في هذا المجال، قالوا بعد اجتماعهم بتيلرسون في جدة، أن هذا الاتفاق لم يستطع تبديد مخاوفهم، وقال جاويش أوغلو أن الدوحة أظهرت حسن نيتها. وفي تعليق للوزير قرقاش في حسابه على «تويتر»، قال أنه لن تكون هناك نهاية سريعة للخلاف بين قطر والدول الأربع التي تقاطعها، مؤكداً أننا «متجهون إلى قطيعة ستطول... الحقيقة أننا بعيدون كل البعد من الحل السياسي المرتبط بتغيير قطر توجهها، وفي ظل ذلك لن يتغير شيء، وعلينا البحث عن نسق مختلف من العلاقات». وينتظر ان يبدأ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اليوم جولة خليجية تشمل قطر والسعودية والكويت والإمارات، في محاولة لإيجاد حل للأزمة.