اصطدمت حقائق أكدها كل من المدير العام للدفاع المدني في المملكة الفريق سعد التويجري ومدير تعليم جدة عبدالله الثقفي ل «الحياة» بتصريحات الرئاسة العامة للأرصاد على لسان وكيلها لشؤون الأرصاد الدكتور سعد المحلفي، كاشفة تناقضاً شديداً في شأن توقيت التحذيرات بالكارثة والتجاوب معها. ففي حين كشف الفريق التويجري ل «الحياة» تلقي تحذيرات من الرئاسة قبل الحدث بأربع ساعات، نفى الدكتور المحلفي صحة ذلك مؤكداً ل«الحياة» أنهم أبلغوا إمارة المنطقة والجهات المسؤولة قبل هطول الأمطار بثلاثة أيام. وخرج مدير تعليم جدة برأي مغاير أكد فيه ل «الحياة» ورود تقارير «من المحافظة والإمارة والأرصاد تتوقع هطول أمطار غزيرة فقط، وهذه ترد دائماًً، إلا أنها لم تشر إلى أي كارثة، ولذلك لم نعلق الدراسة، وعرفنا عن حال الخطر وجريان الأودية من مندوبنا لدى الدفاع المدني». في البداية أكد اللواء التويجري ل«الحياة» أن المطر لم يكن مفاجئاً لهم، «لكن تحذيرات من هيئة الأرصاد بشأن كمياته الكبيرة وجريان الأودية جاءت قبل الحدث بأربع ساعات، وأيضاً «جميع وسائل الإعلام»، إضافة إلى «الرسائل عبر الجوال»، «والشريط الأحمر في التلفزيون السعودي، وحدد اسم الأودية التي سيتم جريانها». وشدد على أن «كميات الأمطار كانت أكبر من الكمية» التي هطلت في ما عرف ب «فاجعة جدة» و«الأضرار أكثر، (فنحن) نتكلم عن 111 مليمتراً، فالكمية كبيرة إذا عرفنا أن في علم الإطفاء تعتبر 30 مليمتراً هي سيول مدمرة، وهذا بلا شك وضع صعب جداً، وهنا حدث غير عادي أكبر مما يتصوره البعض». أما مدير التربية والتعليم في محافظة جدة عبدالله الثقفي فأوضح أن إدارته تلقت «من المحافظة والإمارة والأرصاد والوزارة تقارير تتوقع هطول أمطار غزيرة، وهي ترد دائماً»، إلا أن «التوقع لم يشر إلى أن هناك كارثة وإنما أمطار غزيرة». وحول عدم تعليق الدراسة في يوم الأربعاء الماضي قال: «تقارير الأرصاد تشير إلى هطول أمطار غزيرة فقط»، أما معلومات جريان الأودية فأوضح أنها «وصلت من طريق مندوبنا في غرفة العلميات في الدفاع المدني الذي أشار إلى أن هناك حالاً خطرة». وبمواجهة الدكتور المحلفي بتصريحات «المسؤولين» السابقين أكد رفضه لها، مشدداً على أن «أمير المنطقة لديه علم بالتحذيرات قبل ثلاثة أيام»، ولذلك «لا يجب أن ندخل في الموضوع من الأساس». وطالب بتوجيه السؤال إلى «الجهات المعنية باستقبال التحذيرات وهما إمارة منطقة مكةالمكرمة والدفاع المدني». وختم قائلاً ل «الحياة»: «تصرون على الحصول على خبر صحافي قوي وسبق صحافي، أمير المنطقة ووزير الداخلية أكدا كلامنا، ولدينا توثيق له، ولو خرج أي كلام (عن الموضوع) سأخبر رئيس التحرير»، متسائلاً «من قال أربع ساعات؟ اسألوا خالد الفيصل».