أعلن مدير إدارة حظر الانتشار النووي بوزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف إن ادعاءات الولاياتالمتحدة بأن طائرة عسكرية سورية أسقطت قنبلة سارين قرب خان شيخون في نيسان (أبريل) الماضي «لا يوثق فيها». ونقلت «وكالة سبوتنيك» الروسية عن أوليانوف قوله أمس إن تصريحات واشنطن حول وجود أدلة تثبت استخدام دمشق الأسلحة الكيميائية في خان شيخون «فارغة». وقال المسؤول الروسي إن واشنطن «تستميت لإعاقة وصول الخبراء الدوليين لمطار الشعيرات»، على رغم الدعوة الموجهة من الحكومة السورية. وأضاف أن رواية واشنطن عن إلقاء قنابل غاز السارين قرب خان شيخون من طائرات سلاح الجو السوري تثير شكوكاً. وتابع أوليانوف: «إن الفرضية الأميركية عن إلقاء طائرة سلاح الجو السوري قنابل سارين، تثير شكوكاً جدية. في العديد من الصور والفيديو من موقع الحادث لا تمكن رؤية أي قطع لقذائف جوية، لكن في فوهة الانفجار تمكن رؤية أنبوب معدني ما بوضوح، ما يوحي بأن الذخيرة التي حشيت بالسارين تم تفجيرها على أرض من قبل تلك المجموعات من المسلحين التي تسيطر على منطقة خان شيخون «، مشيراً إلى صور تم التقاطها من قبل المعارضة في موقع الحادث يوم 4 نيسان في محافظة إدلب. واعتبر أوليانوف أن إعلان الولاياتالمتحدة عن «دليل ملموس» على تورط دمشق في الهجوم «مجرد اتهامات ليست لها مصداقية». وجاء النفي الروسي رداً على تصريحات مايك بومبيو، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أول من أمس، حول وجود أدلة على تورط الحكومة السورية في الهجوم. وإحياء لذكرى مرور مئة يوم على الهجوم، أقفلت المحال التجارية في مدينة خان شيخون ابوابها حداداً. وبدعوة من المجلس المحلي في المدينة، توافد العشرات من أهالي الضحايا إلى الحي الذي استهدفه القصف. ووقفوا بشكل دائري حول حفرة في مكان الهجوم، رافعين لافتات منددة ب «المجزرة» وصوراً للاطفال القتلى، قبل أن يزوروا المقبرة التي دفن معظم الضحايا فيها. وقال عبد الحميد اليوسف وهو أحد الناجين من الهجوم، وفقد افراداً من عائلته في الهجوم «ألم الفراق حتى اللحظة لم يفارقني نهائياً، لا أنا ولا أي إنسان فقد أهله أو أحبابه». وخسر عبدالحميد زوجته وطفليه التوأم أحمد وآية و19 شخصاً من عائلته خلال الهجوم. وتصدرت صورته وهو يحمل طفليه القتيلين وسائل الاعلام إثر تنفيذ الهجوم. وبتأثر شديد، أضاف الوالد المفجوع الذي عمل على ازالة الاعشاب من محيط القبر «ما أتمناه أن يكون طفليّ آخر الاطفال الذين يقتلون.. الألم صعب والفراق صعب واتمنى ان يكون هذا الامر خاتمة الاحزان في سورية». وأعلنت لجنة تحقيق مشتركة بين الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تقرير قبل نحو أسبوعين إن غاز السارين استخدم بالفعل في الهجوم على المدينة الواقعة في محافظة ادلب. وتعمل لجنة تحقيق مكلفة من الأممالمتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية على كشف الجهة المسؤولة عن استخدام غاز السارين في هجوم خان شيخون. واعلن رئيس اللجنة ادموند موليت قبل أسبوع ان اللجنة تعمل «في بيئة مسيسة للغاية» تحاول خلالها «أطراف معنية» لم يحددها التأثير على عمل اللجنة لتوجيه تقريرها المتوقع في منتصف تشرين الاول (أكتوبر) بهذا الاتجاه او ذاك.