انتابت الصحافيون الذين غطوا «جمعة الغضب» التي ألهبت شوارع وميادين مصر أمس، حال من الغضب، جراء التضييقات والإجراءات العنيفة التي ووجهوا بها. وانعكست الأجواء الاستثنائية التي عاشها الشارع أمس على العمل الصحافي، فلا تواصل عبر الإنترنت ولا حتى من خلال الهواتف المحمولة، بعد أن قطعت السلطات شبكاتها في محاولة لمنع التواصل بين المحتجين. ووجد الصحافيون أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه، إذ لم يقف الأمر عند حد استحالة إبلاغ مؤسساتهم بما رصدوه في الشوارع، بل أيضاً صعوبة وصولهم إلى مقارها لكتابة تقاريرهم، إذ أغلقت الشوارع والميادين الرئيسية ونفذت حملات اعتقال عشوائية طالت عدداً من الصحافيين. وتواصلت الاعتداءات على الصحافيين التي كانت طالت بعضهم خلال الأيام الماضية، حين تم الاعتداء على ثلاثة مصورين الثلثاء الماضي وصودرت كاميراتهم وضرب عدد من الصحافيين أمام مقر نقابتهم الأربعاء الماضي واعتقل عشرة منهم، بينهم عضو مجلس النقابة الحالي محمد عبدالقدوس وعضو المجلس السابق كارم محمود قبل إطلاقهم بعدها بساعات. وأصيب أمس مراسل تلفزيون «بي بي سي» أسد الله الصاوي في الاشتباكات التي اندلعت في شوارع القاهرة ومنع مراسل قناة «الجزيرة» ياسر أبو هلالة من دخول البلاد عبر مطار القاهرة واعتقل أربعة مراسلين فرنسيين أثناء تغطيتهم الاحتجاجات، قبل إطلاق سراحهم في وقت لاحق. وتعرض مذيع قناة «الجزيرة» أحمد منصور لاعتداء قرب مقر نقابة الصحافيين من عناصر ترتدي زياً مدنياً، وقطعت الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية عن مكتب «الجزيرة» في القاهرة وعطلت هواتفه عدا خط واحد. واحتار الصحافيون في كيفية نقل ما رصدوه في الشارع ولم يجدوا مناصاً من كتابة تقاريرهم على الورق وإرسالها عبر الفاكس، لكن هذا الأمر أيضاً لم يكن ميسوراً في ظل تعطيل الهواتف الأرضية لعدد من وكالات الأنباء والصحف المصرية والأجنبية لمنع التواصل مع إداراتها في الخارج. وقالت الصحافية في جريدة «المصري اليوم» ابتسام تعلب التي كانت تغطي شعائر صلاة الجمعة في مسجد الاستقامة في الجيزة حيث أدى المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الصلاة: «هذه أثقل مهمة صحافية كلفت بها. إن أفلتنا من عصا الأمن المركزي وخراطيم المياه، فقد نُعتقل. ولو نجونا من الاعتقال، فسيبقى عبء الوصول إلى الجريدة لكتابة المادة الصحافية في ضوء قطع الاتصالات وإغلاق الطرق». وبدا بعض الصحافيين غاضبين بعد أن فتحت قوات الأمن خراطيم المياه على المتظاهرين أمام مسجد الاستقامة، ما تسبب في تعطيل كاميراتهم، لكنهم عادوا إلى هدوئهم بعدما أدركوا أن مجهودهم قد يذهب سدى في ظل عدم وجود وسيلة لإيصال الصور التي التقطوها إلى صحفهم ووكالاتهم. وتسبب قطع شبكة الإنترنت في مشاكل جمة واجهت طبع الصحف في ظل اعتماد عدد من الصحف الدولية على إرسال وتلقي الصفحات عبر شبكة الإنترنت.