كشفت معطيات جديدة حول سير التحقيق في اعتداء مطار دوموديدوفا في موسكو. وعممت الأجهزة الأمنية صورة لمنفذ العملية، وعلى رغم توجيه أصابع الاتهام إلى متشددين قوقازيين، فان التحقيقات الأولية أظهرت أن صاحب الصورة روسي من أبناء العرق السلافي، وخطط لشن سلسلة اعتداءات انتحارية باستخدام فتيات قوقازيات. وذكرت مصادر أمنية أن تحليل الصور التي التقطت داخل صالة المطار لدى وقوع الحادث، أظهر أن الرجل الذي يعتقد انه فجر العبوة الناسفة من سكان إقليم ستافروبول الروسي واسمه فيتالي رازدوبودكو. وشكل هذا الكشف مفاجأة للمحققين خصوصاً أن سير التحقيقات الأولية دل إلى وجود امرأة قوقازية مع الرجل لحظة الانفجار. وكانت جهات أمنية قالت بأنه «لم يعد مجال للشك بأن متشددين قوقازيين يقفون وراء الحادث». وأوضحت مصادر أمنية أنه «تم تحديد هوية رازدوبودكو بعدما طلبت السلطات المختصة التحقق من صورته ومن احتمال أن يكون مدرجاً في الأقاليم الروسية كناشط مفترض في جماعة إرهابية». وأفادت أن التحريات التي استندت بالدرجة الأولى إلى تحليل الصور في المطار ومعطيات سابقة حول تحذيرات من وقوع هجوم انتحاري، حملت إشارات إلى احتمال تورط عشرة أشخاص تقريباً كما قال ناطق أمني، مشيراً الى «إرسال بياناتهم إلى الأقاليم الروسية لتحري مكان وجودهم». وتشير معطيات المحققين إلى وجود علاقة بين الروسي ونشاط مجموعات متشددة في منطقة شمال القوقاز. وكانت وكالة أنباء «نوفوستي» نقلت عن مصدر في الأجهزة الخاصة الروسية، أن «المحققين لديهم ثقة بأن آثار الجريمة تؤدي إلى شمال القوقاز، وأن منفذ العملية جاء من هناك على وجه التحديد». اللافت أن عدداً من وسائل الإعلام الروسية سارع فور وقوع التفجير إلى الحديث عن «رجل له ملامح قوقازية أو عربية». وأعرب ديبلوماسي عربي في موسكو تحدث إلى «الحياة» عن الاستغراب من «مسارعة البعض إلى إقحام العنصر العربي حتى قبل الشروع بتحليل الصور». وقال أمس، إن النتيجة التي ظهرت حاليا وتدل إلى أن ملامح منفذ العملية روسية سلافية، تطرح أسئلة حول جدية ومهنية بعض وكالات الأنباء الروسية الرسمية. وذكرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية أمس، أن المعطيات المتوافرة حول رازدوبودكو تشير إلى أنه عضو في خلية إرهابية تطلق على نفسها تسمية «جماعة نوغاي». وكانت الأجهزة الخاصة لاحقت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أفراداً ينتمون إلى هذه الخلية وأعلنت عن «تدميرها»، لكن زعيمها اختفى منذ ذلك الوقت ليظهر في موسكو في اعتداء المطار. وتفيد معلومات الصحيفة أن رازدوبودكو وقف وراء إرسال انتحاريتين إلى موسكو في نهاية العام الماضي. وقتلت إحداهما في انفجار دمر بيتاً صغيراً في ضواحي موسكو ليلة رأس السنة بعدما انفجرت من طريق الخطأ عبوة ناسفة كانت معدة لتنفيذ هجوم. في حين أعلنت السلطات أنها اعتقلت الانتحارية المفترضة الثانية.