منعت النمسا وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي من دخول أراضيها للمشاركة في تجمّع يحيي الذكرى السنوية الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، في خطوة اعتبرتها أنقرة غير ديموقراطية. وأكد ناطق باسم الخارجية النمسوية أن «وزير الخارجية (النمسوي سيباستيان) كورتس منع وزير الاقتصاد التركي من دخول البلاد». وأضاف أن التجمّع كان «ضخماً جداً»، معتبراً أن الزيارة كانت تشكّل «خطراً على النظام العام والأمن في النمسا». وشدد الناطق على أن كورتس ما زال يدين المحاولة الانقلابية في تركيا، و «موجة الاعتقالات الضخمة» التي تلتها، إضافة الى حملة على حرية التعبير والإعلام. وتابع أن زيبكجي مُرحّب به في النمسا، اذا أتى لإجراء محادثات ثنائية، لا لحضور أي تجمّع. وبرّر كورتس القرار بوجوب «ألا تشهد النمسا الأجواء الساخنة في تركيا، بعد المحاولة الانقلابية وموجات التطهير التي تلتها». اما المستشار النمسوي كريستيان كيرن فاعتبر ان «الحكومة التركية ورئيسها يحاولان ممارسة نفوذ سياسي في النمسا»، واستدرك: «لن نسمح بذلك». ونددت أنقرة بقرار فيينا، اذ رأى ناطق باسم الخارجية التركية أن «منع الزيارة المقررة لوزير الاقتصاد، ومشاركته في إحياء (ذكرى) أفراد استُشهدوا أو جُرحوا أثناء محاولتهم حماية الديموقراطية في مواجهة محاولة الانقلاب الغادرة، يُثبت أن النمسا ليست صادقة في نهجها للدفاع عن القيم الديموقراطية». وكانت وزارة الاقتصاد التركية أعلنت في وقت سابق أمس أن زيبكجي لم يطلب تنظيم أي تجمّع في النمسا. وأضافت أنه فيما كانت هناك خطط لإجراء محادثات مع مسؤولين نمسويين، لم تقدّم تركيا أي طلب لتنظيم تجمّع هناك. وأتى قرار النمسا بعد خطوة مشابهة اتخذتها هولندا، اذ أعلنت الجمعة الماضي أن نائب رئيس الوزراء التركي أرطغرل توركيش ليس موضع ترحيب لحضور احتفال مع مغتربين أتراك للاحتفال بالذكرى. الى ذلك، أشاد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ب «شجاعة» الشعب التركي في الدفاع عن الديموقراطية من المحاولة الانقلابية. وأضاف خلال افتتاح مؤتمر عن النفط في إسطنبول: «جميعنا هنا نعيش لحظة بالغة الأهمية. قبل نحو سنة هبّ الشعب التركي، النساء والرجال الشجعان، لمواجهة مدبّري الانقلاب ودافعوا عن ديموقراطيتهم».