كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز - افتتح الرئيس الأفغاني حميد كارزاي دورة البرلمان الجديد أمس، منهياً خلافاً استمر أسبوعاً مع النواب الفائزين في الانتخابات التي أجريت في 18 أيلول (سبتمبر) 2010، والذين هددوا بافتتاح البرلمان من دونه وسط معارضتهم تشكيله محكمة خاصة للنظر في ادعاءات بتزوير النتائج. وهنأ كارزاي النواب بعد أدائهم قسم اليمين عبر وضع يدهم على نسخة من المصحف في حضور وزراء الحكومة وديبلوماسيين وقائد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس، وحضهم على العمل معاً من أجل مستقبل البلاد. وقال: «من الطبيعي أن تشهد الانتخابات في أنحاء العالم منافسة، ولكن حين تنتهي الانتخابات تبدأ الوحدة الوطنية والتعاون وتقديم الخدمات. وآمل بالنظر الى الأخطار التي تواجهها بلادنا والفرص التي نملكها لتحقيق مستقبل مشرق ومزدهر وسعيد وقوي، بأن نستطيع العمل معاً ونقود البلاد الى الموقع الذي يتطلع له كل أفغاني». وكان الرئيس الأفغاني أعلن الأسبوع الماضي انه سيؤجل افتتاح البرلمان شهراً من أجل إتاحة الوقت الكافي لعمل محكمة التحقيق الخاصة بمزاعم التزوير التي أدت الى إلغاء نحو ربع عدد أصوات المقترعين الخمسة ملايين، وشهدت تحقيق البشتون، أكبر مجموعة اتنية والقاعدة التقليدية لكارزاي مكاسب قليلة، علماً أن الرئيس لم يصادق على النتيجة النهائية للانتخابات. وفي لقاء جمعه مع حوالى 200 مرشح خاسر في القصر الرئاسي، اتهم كارزاي «أيادي أجنبية» بتأجيج الخلاف مع النواب «من خلال التشكيك في قراراتنا، والتحريض على خلق أزمة في البلاد». وزاد: «واصلوا تحريض النواب الفائزين على افتتاح البرلمان من دون مشاركة الرئيس، وقالوا لهم انهم سيدعمونهم في ذلك». ويراقب المجتمع الدولي الوضع في كابول عن كثب، باعتبار أن السنة الحالية ستشهد بدء القوات الأجنبية في مغادرة البلاد في تموز (يوليو) المقبل. ومن المقرر تسليم مسؤولية الأمن الى القوات الأفغانية في عام 2014. ورحبت كل من الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بقرار كارزاي افتتاح البرلمان الجديد أمس. أما حركة «طالبان» التي تقاتل حكومة كارزاي المدعومة من الغرب وحلفائها العسكريين، فدانت افتتاح البرلمان ووصفته بأنه «أضحوكة» عينته الولاياتالمتحدة. وصرح ذبيح الله مجاهد الناطق باسم «طالبان» بأن «افتتاح البرلمان أو عدمه لا يهمنا»، مضيفاً أن «جميع النواب عينتهم الولاياتالمتحدة، لذا فالبرلمان جزء من الإدارة الأضحوكة، ويشبه ميليشيا قبائلية يفتتحها الجنرال بترايوس». وفي رسالة وجهها الى جنوده، اكد الجنرال بترايوس أن «طالبان» تتراجع أمام التحالف الدولي الذي «نجح في فرض سيطرته الميدانية خلال الأشهر ال12 الماضية، وتصدى لطالبان خصوصاً في جنوب أفعانستان، وألحق بها «خسائر كبيرة» شملت كادراتها الوسطية من مقاتلين وقادة. ولم يتطرق بترايوس الى التاريخ الذي حددته الإدارة الأميركية في تموز 2011 لبدء سحب مئة ألف جندي أميركي من أفغانستان. وقال: «تميز عام 2010 بنجاحات كبيرة. كما كان عاماً صعباً»، علماً انه اعتبر الأكثر دموية في صفوف الجنود الأجانب في أفغانستان منذ اجتياح البلاد نهاية عام 2001 اثر سقوط 711 قتيلاً. وشكر بترايوس قوات «الناتو» على التضحيات التي قدمتها، قائلاً إن «جهودها أتاحت زعزعة قيادة طالبان». وأعلن أن المتمردين «سيردون أكثر من الآن وصاعداً على عملياتنا وليس العكس. تتحدث تقارير كثيرة عن خلاف غير مسبوق بين أعضاء الشورى في كويتا، مجلس قيادة الحركة».