أنهت قمة ال20 أعمالها في هامبورغ، بإعلان استضافة السعودية في 2020 قمة المجموعة، التي تعتبر واحدة من أهم القمم التي يحضرها قادة أهم دول العالم، وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أمس، على هامش فعاليات القمة الحالية 2017، التي تستضيفها مدينة هامبورغ الألمانية بعنوان: «نحو بناء عالم متواصل»، أن السعودية ستستضيف اجتماعات قمة ال20 عام 2020، فيما اعتبر تأكيداً لمكانة المملكة الاقتصادية والمحورية بوصفها لاعباً دولياً مؤثراً في مستوى سياسات واقتصادات العالم. وأوضح وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم العساف، الذي يترأس وفد السعودية في القمة، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن الدول الأعضاء في مجموعة ال20 استجابت لرغبة المملكة في استضافة القمة عام 2020 في الرياض، وهو دليل على موقع المملكة ومكانتها، مبيناً أن السعودية تتطلع إلى أن تخرج بنتائج جيدة، مشيراً إلى أن الاستعدادات لاستضافة القمة بدأت منذ الآن، متمنياً أن تكون ناجحة بكل المقاييس. وأعلن البيان الختامي لقمة هامبورغ أن الرئاسة الدورية لمجموعة ال20 ستنتقل إلى اليابان في 2019 وإلى السعودية في 2020، علماً بأن قمة 2018 ستعقد في الأرجنتين. وقال رؤساء الدول وحكومات المجموعة، في بيانهم الختامي: «نتطلع إلى الاجتماع مجدداً في الأرجنتين في 2018 وفي اليابان في 2019 وفي السعودية في 2020». وتستطيع الدولة التي تتولى الرئاسة الدورية أن تضع في جدول الأعمال القضايا التي تهمها. وتحتل المملكة مكانة كبيرة بمتانة مركزها الاقتصادي والمالي، في ظل ارتفاع حجم الاحتياطات المالية، وتضاعف الناتج المحلي الإجمالي على مدى السنوات العشر الماضية، إذ يمثل «50 في المئة» من اقتصاد دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويشكل ثالث أكبر احتياط للعملة في العالم، نتيجة للسياسات النقدية التي تنتهجها المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ما أسهم في تعزيز الاستقرار النقدي والمالي. وللمملكة مكانة كبيرة في مجموعة ال20 التي تشكل دولها ما يقارب ثلثي سكان العالم، وأكثر من أربعة أخماس الناتج المحلي الإجمالي في العالم، وثلاثة أرباع التجارة العالمية، وتضم المجموعة، إلى جانب المملكة، ألمانيا وفرنسا واليابانوالولاياتالمتحدة الأميركية وكندا وإيطاليا وبريطانيا وروسيا والأرجنتين وأستراليا وجنوب أفريقيا والبرازيل والصين وكوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا والمكسيك وتركيا والاتحاد الأوروبي. وأظهر البيان الختامي، الذي وافق عليه زعماء دول مجموعة ال20 أمس، خلافاً بين الولاياتالمتحدة وبقية الأعضاء، على اتفاق باريس الخاص بمكافحة آثار تغير المناخ. وذكر البيان: «علمنا بقرار الولاياتالمتحدة الأميركية الانسحاب من اتفاق باريس». وأضاف «زعماء الدول الأعضاء في مجموعة ال20 يعلنون أن اتفاق باريس لا رجعة فيه». وفي شأن التجارة، وهي إحدى النقاط التي كانت شائكة خلال قمة هامبورغ على مدى يومين، اتفق الزعماء على «مكافحة «السياسات» الحمائية، بما في ذلك كل الممارسات التجارية غير العادلة، في الوقت الذي أقروا فيه بدور الأدوات المشروعة للدفاع عن التجارة في هذا الصدد». بيد أن القمة أبقت على الخلاف حول المناخ، بحيث احتفظت واشنطن بموقفها. المستشارة مركل عرضت نتائج القمة في مؤتمر صحافي، مشيدة بالتوصل إلى اتفاق في التجارة. ورحبت بتوصل دول المجموعة إلى حل توافقي في ما يتعلق بسياسة التجارة. وقالت: «أنا مسرورة الآن بنجاحنا في أن نقول بوضوح: يجب الإبقاء على الأسواق مفتوحة». وأضافت أن دول المجموعة اتفقت على مكافحة الحمائية، والعمل من أجل ممارسات تجارية عادلة. وأشادت بتوصل قادة الدول إلى بيان ختامي مشترك. كما أشادت بشرطة ولاية هامبورغ على رغم الاحتجاجات العنيفة التي رافقت القمة. وقالت مركل إن قرار حكومة بلادها لعقد قمة مجموعة ال20 في هامبورغ قرار مناسب، على رغم كل ما حدث. كما وعدت بتعويض ضحايا أحداث الشغب، التي وقعت على هامش قمة ال20 المنعقدة في هامبورغ منذ الجمعة. وقالت إنها اتفقت مع وزير المالية فولفغانغ شويبله «على أن ندرس كيف يمكننا مساعدة ضحايا العنف في إزالة الأضرار الناشئة، وذلك بالتعاون مع سلطات ولاية هامبورغ». وفي شأن التجارة، وهي إحدى النقاط التي كانت شائكة خلال قمة هامبورغ على مدى يومين، اتفق الزعماء على «مكافحة «السياسات» الحمائية، بما في ذلك كل الممارسات التجارية غير العادلة، في الوقت الذي أقروا فيه بدور الأدوات المشروعة للدفاع عن التجارة في هذا الصدد». وأعلنت مركل أن دول مجموعة ال20 تعتزم توسيع نطاق تعاونها لمكافحة الإرهاب وتشديد الإجراءات التي يتم اتخاذها ضد الدعاية له في الإنترنت. كما تطرقت في مؤتمر صحافي إلى تأكيد القمة حماية المناخ والتجارة الحرة. قالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل خلال قمة ال20 إن ممثلي كبرى القوى الاقتصادية بالعالم سيجرون محادثات مع مزودي خدمات مواقع الإنترنت، في إشارة منها إلى مكافحة الإرهاب والترويج له على الشبكة العنكبوتية. وأضافت أنه سيتم التوضيح خلال هذه المحادثات «أننا نتوقع الحذف السريع». وأشارت إلى أن خدمات المرسال (ماسنجر) التي يتم عبرها تبادل معلومات إرهابية في شكل مشفّر تمثل «مشكلة كبيرة أيضاً. وشددت مركل على ضرورة تحسين الفحص والمراجعة بالنسبة لهذه الخدمات، وأكدت أن ذلك يسري فقط «في حال الاشتباه». وأضافت المستشارة أن رؤساء دول وحكومات مجموعة ال20 يعتزمون توثيق التعاون في إطار الأممالمتحدة من أجل مكافحة الإرهاب. وأكدت ضرورة تكثيف تبادل المعلومات في شكل كبير أيضاً، لافتة إلى ضرورة تجفيف مصادر تمويل الإرهابيين أيضاً.