يبدو أن عدداً كبيراً من الشعراء الشعبيين غيروا من خريطة حضورهم في الساحة، واستبدلوا الأمسيات والمهرجانات بالدواووين الشعرية المكتوبة، إذ لا تخلو معارض الكتب في دول مجلس الخليج من كتب الشعراء الشعبيين، بعد أن تكرر حضورهم في القنوات الشعبية والأمسيات الشعرية. منذ عامين والشعراء الشعبيون يحضرون في معارض الكتب بدواوينهم الشعرية، وحققت إنتاجاتهم الأدبية تفوقاً على غيرها، مثل ديوان الشاعر فهد المساعد «ما علمك صوت المطر»، إذ حصل على أكثر الكتب مبيعاً في معرض الرياض الدولي للكتاب، وكذلك شهد توقيع الشاعر السعودي عبدالرحمن الشمري ديوانه الجديد «ديواني» في معرض أبوظبي الدولي للكتاب قبل أيام عدة حضوراً كبيراً، خصوصاً أن ديوانه تضمن مجموعة من القضايا الحياتية والإنسانية. ولم يتوقف إصدار الدواوين على الشعراء المعروفين، بل امتد إلى الشباب، فمثلاً الشاعر سعيد بن مانع وقع كتابه «بكامل قواي القلبية» في معرض أبوظبي للكتاب بعد أن حقق انتشاراً كبيراً في السعودية، وكذلك الحال بالنسبة إلى الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري التي وقعت ديوانها «للحنين بقية» في معرض أبوظبي أيضاً، كما وقع الشاعر الكويتي ماجد لفى الديحاني ديوانه «عطر الكلام» في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، إذ ضمّ 32 قصيدة منوعة في الغزل والمديح والوطن والأغراض الاجتماعية، اختتمها بمجموعة جميلة من التغاريد الشعرية بلغ عددها 37 تغريدة. ويعتبر عدد من الشعراء أن معارض الكتب فرصة لهم للحضور مع المثقفين وإبراز نتاجهم الأدبي، خصوصاً أن الشعر الشعبي تصدر المشهد الثقافي لأعوام طويلة، لكنه فقدها بسبب مسابقات الشعر والقنوات الشعبية. ويرى الشاعر سعيد بن مانع أن توجه الشعراء لمعارض الكتب يعد فرصة للالتقاء بجمهورهم، وكذلك الحضور بنتاجهم الأدبي مع زملائهم المثقفين، لافتاً إلى أن ديوانه «بكامل قواي القلبية» حقق مبيعات عالية، ما يعني أن جمهور الشعر الشعبي حاضر في معارض الكتب. ويذكر الشاعر مشاري النثري أن توجه عدد من الشعراء إلى الحضور في معارض الكتب بحثاً عن مكان آخر للظهور فيه، «المجلات توقفت والقنوات الشعبية يتحفظ شعراء على الظهور فيها، لذلك اختار عدد من الشعراء الشعبيين معارض الكتب كمنبر للالتقاء بجمهورهم، وعرض إنتاجاتهم الأدبية فيها». ويؤكد مسؤول صفحة «في وهجير» في صحيفة «اليوم» عبدالله شبنان أن توجه الشعراء إلى معارض الكتب في الأعوام الحالية «موضة»، أما من ناحية الدواوين المقروءة، فالشعراء سباقون في ذلك منذ جيل الثمانينات، «معرض الكتب فرصة للشعراء للحضور والالتقاء بزوار تلك المعارض»، لافتاً إلى أنها خطوة جيدة للشعراء الشعبيين.