نقل بعض الصحف العربية خبرنا المحلي عن شهريار السعودي، التاجر الذي تزوج 13 امرأة في 3 سنوات، ولا يزال عمله جارياً على المزيد من الزيجات. لكن، من يتحمل المسؤولية طالما أن النساء راضيات والأهل راضون والمثل الشعبي يقول: "أنا راضي وأنت راضي وش دخل القاضي". لكن، ما الذي يجبر سيدة أو فتاة وأهلها أن يقبلوا تزويج فتاة في القرن 21 من رجل يعرفون أنه سيطلقها بعد شهر؟ الجواب تجدونه في الإحصاءات التي لا تهم وزارة التخطيط ولا بعض الشيوخ الذين "صدّعوا" رؤوسنا بأن الإسلام كرّم المرأة، وهذا صحيح، لكنهم لا يقولون لنا ماذا فعل المسلمون بالمرأة؟ وأين ذهبت حقوقها التي عُطلت؟ الإحصاءات تقول إن عدد غير المتزوجات اللاتي تعدّين سن الثلاثين بلغ حوالى 1.529.418. وتشير أحدث إحصائية رسمية لوزارة العدل في السعودية إلى أن نسبة الطلاق السنوية تصل إلى 21 في المئة، بمعدل 2000 حالة طلاق شهرياً، و69 حالة طلاق يومياً، و3 حالات كل ساعة، وبعضها يقول إن عدد المطلقات بلغ مليون مطلقة حتى عام 2007، أما عدد المتزوجات فقد بلغ 2.683.574 امرأة من مجموع عدد الإناث البالغ 4.572.231، وأما الأرامل فلم أجد إحصائية عنهن وهذا دليل الى أنه لا يوجد أي مشروع يهتم بإحصائهن. المهم أن المؤشرات والتوجّهات تشير إلى أن رقم العازبات سيرتفع إلى أربعة ملايين فتاة "عانس" في سنوات الخمس المقبلة. القاسم المشترك بين هذه الأعداد كلها - المطلقات والعازبات والارامل ومن لم يتزوجن دون الثلاثين - هو أنهن لا يجدن عملاً، فقوة العمل النسائية في السعودية لا تتجاوز 12 في المئة أي أن من يعمل من خمسة ملايين امرأة في سن العمل هن 700 ألف امرأة، والباقي عاطلات عن العمل، بعد أن صرفت الحكومة على مشروع تعليمهن بلايين عدة. وبلغ عدد النساء 60 في المئة من خريجات الجامعات و40 في المئة من خريجات الدراسات العليا. وزارة التخطيط تركت مستقبل النساء يخططه هواة العرس من المحافظين وصقور الصحوة، فمنذ ثلاثة عقود بدأت الشكاوى من قلة فرص التعليم الجامعي وتنوعه فكان الجواب هو (أعرسن) فليس بالضرورة على كل فتاة أن تدرس الجامعة، وحين اشتكت الخريجات من عدم وجود فرص عمل حين كانت قوة العمل النسائية لا تمثل إلا 5 في المئة قالوا لهن مرة أخرى (أعرسن)، فواجب الأمومة هو أقدس الواجبات. اليوم، حتى العرس لم يعد متوافراً، بل إن دعوة تعدد الزوجات اختفت فلم يعد من مصلحة الرجال هذا التعدد المرهق، فماذ يفعلن؟ هنا يأتي شهريار وبطل المسيار والمطيار وزواج النهار كخطة إنقاذ بديلة. هل سمعتم بآخر تقليعة زواج يقدم دعايتها شيوخ العروس هو (زواج الوناسة)، وهذا زواج يتم فيه سحب يمنحه المسيار والنهار، لأنه زواج تتنازل فيه الزوجة عن حقها في الفراش، فماذا بقي من الزواج؟ اسألوا الشيوخ فهم يبررونه بزواج أم سلمة التي كان الرسول تزوجها على هذا الشرط، لكن ماذا نقول لعقلية الإبداع هذه؟ حين يصبح مجتمع النساء مقيداً ومضعفاً تستطيع أن تفرض عليه شروطك؟ سؤالي: هل وزارة التخطيط في انتداب خارج البلاد منذ نصف قرن أم ماذا؟ [email protected]