عملاً بالمثل الدارج «الغالي ثمنه فيه»، وإدراكاً بأن مهر البطولات غالٍ، واصل رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي إبرام صفقات من العيار الثقيل، رغبة في حصد مزيد من الإنجازات والبطولات الموسم المقبل الذي يصادف أول موسم من فترة رئاسته الجديدة. وجاءت البداية مع صانع الألعاب أحمد الفريدي، الذي انضم إلى الفريق النصراوي في مقابل 24 مليون ريال مدة أربعة مواسم، في صفقة كروية وصفها الرئيس النصراوي بأنها بداية لسلسلة من الصفقات الجديدة التي ستشهدها الساحة الرياضية في الأيام المقبلة مع أبرز وأميز النجوم الذين تحتاج إليهم الكتيبة الصفراء، وأمس تم ضم محور ارتكاز الرائد عبدالعزيز الجبرين في صفقة تجاوزت 31 مليوناً للاعب والرائد. الرئيس النصراوي الذي يحظى هذه الأيام بشعبية جماهيرية جارفة في أوساط ناديه نجح في الارتقاء بمستوى الطموح الجماهيري عبر تغيير بوصلة الصفقات المحلية التي اعتاد عليها الرياضيون كافة في الأعوام الماضية، التي كانت محصورة بين أندية الهلال والاتحاد والشباب ومن ثم الأهلي، إذ غيّر الأمير فيصل وجهتها صوب ناديه، الذي كان يكتفي حينها بتعاقدات عادية بمبالغ زهيدة لا تقدم ولا تؤخر في مسيرة الفريق الكروي. إذ رفع رئيس النصر سقف صفقات ناديه إلى مرحلة كبيرة بملايين الريالات، باتت تمثل حديث الساحة الكروية، وأصبح بذلك نادي النصر طرفاً ثابتاً في مفاوضات مشاهير النجوم واستقطابهم لمنظومة «العالمي»، حتى بات الانضمام إليه حلماً حقيقياً لكثير من المواهب الكروية في الأندية الأخرى. قبل عامين تحديداً، لم تكن صفقات النصر المحلية بتلك الصفقات المؤثرة التي يتحدث عنها القاصي والداني حالياً، إذ لم يلقَ التعاقد مع حارس ومهاجم الرياض حسن ربيع وسعود حمود وحارس أبها متعب عسيري ومدافع القادسية الأيمن خالد الغامدي ومدافع الشعلة عمر هوساوي ولاعب وسط نجران عوض خميس والمدافع إبراهيم الزبيدي ومدافع الرياض جمعان الدوسري وحتى مهاجم نجران حسن الراهب ولاعب الوسط عبده عطيف وغيرهم من اللاعبين الصدى الإعلامي الواسع، نظراً لنجومية اللاعبين المحدودة في الدوري السعودي، ولذا لم تكن سياسة الإحلال تلك تجدي نفعاً في مسيرة الفريق أو تعيده إلى منصات التتويج، ما حدا بالأمير فيصل بن تركي إلى دخول «بورصة النجوم» السعوديين المميزين في أنديتهم والمنتخبات السعودية، وضخ ملايين الريالات في الخزانة الصفراء لاستقطابهم من دون أن يكون لديه مساعد مالي كبير، شركة راعية للنادي، كما هي الحال لدى غريمه التقليدي الهلال الذي يرتبط بعقد شراكة مع «موبايلي». ودخل الرئيس النصراوي في تحديات كبرى آخر عام من فترته الرئاسية، وضم صانع ألعاب الاتفاق يحيى الشهري في مقابل 50 مليون ريال، ثم تعاقد مع مهاجم الأهلي عبدالرحيم جيزاوي ومهاجم الفتح ربيع سفياني بمبالغ كبيرة، ليتبعهم بتجديد عقود اللاعبين المميزين في صفوف فريقه، وفي مقدمهم القائد حسين عبدالغني وإبراهيم غالب والحارس عبدالله العنزي ومحمد السهلاوي وعمر هوساوي وإبراهيم شراحيلي وحسن الراهب، ومن ثم تجديد عقد خالد الغامدي الذي كان قاب قوسن أو أدنى من الانضمام لفريق الهلال. الأمير فيصل أكد أنه أنفق العام الماضي أكثر من 120 مليون ريال لإبرام العقود وتجديدها، مشدداً على أنه سينفق في الموسم الجديد ضعف ذلك، لتقوية صفوف الفريق ليكون منافساً قوياً في دوري أبطال آسيا للموسم المقبل، التي ينشد من خلالها النصراويون كافة العودة من جديد إلى كأس العالم للأندية وتجديد ذكرى «العالمية الأولى» عام 2000 التي أقيمت في البرازيل.