حقق أستاذٌ سعوديٌ سبقاً علمياً جديداً باكتشافه لجنس ونوع جديدين من طفيليات أسماك البحر الأحمر، وسمّاه باسم المملكة العربية السعودية وأودعه في متحف التاريخ الطبيعي بلندن. وأوضح أستاذ الفيسيولوجيا البيئية المشارك بكلية العلوم والآداب بفرع جامعة الملك عبدالعزير برابغ الدكتور محمد بن عثمان الجحدلي أنه تم إيداع الاكتشاف بمتحف التاريخ الطبيعي بلندن بصفته إضافة علمية جديدة وتمت تسميته باسم المملكة العربية السعودية (Sclerocollum saudii)، وفاء وعرفاناً لمملكة الإنسانية، مشيراً إلى أن اكتشافه يمثل إضافة علمية جديدة لبيئة البحر الأحمر إذ يصنفان ويعرفان للمرة الأولى، وتم نشر ورقة علمية بهذا الخصوص في مجلة (Zootaxa) التي تعد من أشهر مجلات تصنيف الحيوان العالمية. وأوضح الدكتور الجحدلي أنه قام خلال العام الماضي بجمع عينات مختلفة من الأسماك من ساحل البحر الأحمر لمحافظة رابغ وأجرى بعض الدراسات عليها أظهرت وجود جنس ونوع جديدين للطفيليات داخل أمعاء أسماك السيجان، مطمئناً أن الآثار الجانبية لهذه الطفيليات على جودة الأسماك وصحتها وتكاثرها تكاد تكون ضعيفة مرجعاً ذلك إلى طبيعة تبادل المنفعة بين الطفيل وعائله. وأفاد أن بيئة البحر الأحمر بالمملكة تزخر بالعديد من النواحي البيولوجية المميزة ومن أهمها التنوع الإحيائي مما يوفر بيئة مميزة للعلاقات بين الطفيل وعائله، وبالتالي تتوفر سلاسل غذائية بدرجات مختلفة تضمن تحقيق توازن حيوي مما يساعد على الحصول على نظام بيئي متكامل ومتوازن. وأضاف أن الاكتشاف يعد إضافة كائن حي حيواني جديد للخريطة البيولوجية، مما يساعد على التعرف على دورات حياة جديدة وأنماط حياة قد تكون مختلفة عما سبق رصده، مما يثرى البيئة الحيوانية ويضيف حلقة جديدة في السلسلة الغذائية من خلال معرفة العوائل المتوسطة والنهائية لهذا الطفيل. وأشار إلى أن الأضرار الناتجة لإصابة الأسماك بالطفيليات تتفاوت بحسب درجة حدة الإصابة بالطفيل وعلاقته بالعائل فمنها ما يصيب الأسماك بأضرار جسيمة ويؤثر في صحتها ونوعية وجودة لحومها، ومنها ما يقتصر تأثيره على تبادل المنفعة من خلال الاستفادة من الغذاء الجاهز بامتصاصه وتوفير بيئة سكن يمارس فيها الطفيل نشاطاته الحيوية حتى يستطيع مواصلة دورة حياته. وتلقى مدير جامعة الملك عبد العزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب خطاب شكر وتقدير من وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري بمناسبة تحقيق الدكتور محمد بن عثمان الجحدلي أستاذ الفسيولوجيا البيئية المشارك بكلية العلوم والآداب بالجامعة على هذا السبق العلمي الجديد. وكان الدكتور الجحدلي قد تلقى خطاب شكر من مدير الجامعة أشاد فيه بهذا الإنجاز ومقدراً جهده المثمر، مبيناً أنه نتيجة الجد والمثابرة، متمنياً له المزيد من الاكتشافات التي تثري البحث العلمي في المملكة وتثبت مدى منافستها عالمياً.