كشف مسؤول فلسطيني رفيع ان مستشارة الأمن القومي الاميركي سوزان رايس وجهّت عدة اسئلة الى الرئيس محمود عباس بشأن الحكومة المرتقبة في اللقاء الاخير الذي عقد بينهما في رم الله ليل الخميس - الجمعة، وان عباس قدم اجابات اغلقت الطريق امام أي اعتراض اميركي على الحكومة. وقال المسؤول ل»الحياة» ان «رايس سألت الرئيس عباس عن الحكومة الجديدة، فأجابها بأنها حكومتي وأنا رئيسها. ثم سألته عن الاعتراف باسرائيل، فقال ان الحكومة مثلي تعترف باسرائيل. وسألت عن نبذ العنف، فأجابها بأن الحكومة مثله تنبذ العنف. وسألت عن برنامج الحكومة، فرد عباس ان برنامج الحكومة هو برنامج الرئيس. وسألت رايس عن دور حماس في الحكومة، فأجابها ان حماس غير مشاركة في الحكومة، وان اعضاء الحكومة ليسوا من الفصائل وانما من التكنوقراط المستقلين». واضاف المسؤول الفلسطيني ان «الرئيس عباس ابلغ مسؤولة الأمن القومي الاميركية بأنه يسعى لتشكيل حكومة تعمل على اجراء انتخابات عامة للشعب الفلسطيني كي يختار عبر صندوق الاقتراع قيادته». وفي الشأن السياسي قال المسؤول الفلسطيني ان عباس تحدث بمرارة عن اجراءات وسياسات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو طيلة فترة المفاوضات التسعة الماضية، واضاف ان الرئيس الفلسطيني أبلغ رايس بأن نتانياهو أقر بناء اكثر من عشرة آلاف وحدة استيطانية وهدم مئات البيوت وشرد اصحابها، وقتل عشرات الفلسطينيين، موضحاً ان من يريد المفاوضات لا يعمل على ضم الارض الجاري التفاوض عليها عبر البناء الاستيطاني. وقال المسؤول الفلسطيني ان عباس ابلغ رايس بأنه مستعد للعودة الى المفاوضات فوراً، وان المفاوضات يجب ان تتركز على الحدود، وان على اسرائيل ان توقف البناء في الاراضي الفلسطينية خلال فترة المفاوضات. من جانبه قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن عباس ورايس بحثا خلال اللقاء ما آلت اليه عملية السلام والقرار الإسرائيلي القاضي بتعليقات المفاوضات. واضاف ان الرئيس أكد ضرورة إطلاق سراح الأسرى ما قبل اتفاق أوسلو بحسب الاتفاق. وزاد ان «المستشارة الأميركية طرحت استفسارات عدة تتعلق بكيفية استئناف المفاوضات، وأكد الرئيس أن الاستيطان غير شرعي ويجب وقفه، مكرراً التزام الجانب الفلسطيني عملية سلام جادة تقود إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967». وقال أبو ردينة إن الرئيس عباس أكد للمستشارة رايس أن مصلحة الشعب الفلسطيني تهدف إلى توحيد الأرض والشعب من خلال تنفيذ اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة مستقلة من التكنوقراط تعد لانتخابات حرة ونزيهة. من جهة ثانية وصف الناطق باسم حركة «حماس» فوزي برهوم اعلان مستشارة الأمن القومي الأميركي بأن أي حكومة فلسطينية مقبلة يجب أن تعترف بإسرائيل بانه «تدخل أميركي سافر في الشأن الداخلي الفلسطيني». وقال برهوم ان هذه المطالبة «تكشف زيف الإدارة الأميركية وانحيازها الكامل للاحتلال الإسرائيلي». واضاف: «ولا نستبعد أن هذه الزيارة جاءت من أجل إفساد أجواء المصالحة وتحقيق الوحدة، وعليه فإننا نؤكد ضرورة الإسراع في إنجاز المصالحة بكافة تفاصيلها وبما يلبي رغبات وطموحات الشعب الفلسطيني والعمل على تحييد وعزل أي تدخلات خارجية في الشأن الداخلي الفلسطيني، ومواجهة كافة التحديات بما فيها الابتزاز الأميركي والإسرائيلي».