قُتل أربعة ليبيين، وجُرح عشرون آخرون، فجر اليوم (السبت)، برصاص أُطلق خلال تظاهرة في محيط معسكر "كتيبة شهداء 17 فبراير"، في مدينة بنغازي (شرق ليبيا)، تطالب ب"دعم الجيش والشرطة، وحلّ الميليشيات المسلحة"، وفقاً لما أفادت مصادر أمنية وطبية وكالة "فرانس برس". وأمرت رئاسة أركان الجيش الليبي، اليوم، باخلاء معسكر "17 فبراير"، وأوضح وزير العدل صلاح المرغني، في مؤتمر صحفي بعد ظهر اليوم، في العاصمة طرابلس، أن "الكتائب المسلحة منحت ثلاثة أيام لإخلاء المعسكر". وأشار المرغني إلى أن "المعسكر سيُسلّم للغرفة الأمنية ببنغازي"، التي ستقوم بدورها بتسليمه إلى المجلس المحلي للمدينة، لتحويله كمرفق صحي. وقال مصدر أمني إن "مواطنين غاضبين يحمل بعضهم السلاح توجهوا، مساء الجمعة، للتظاهر في محيط كتيبة شهداء 17 فبراير (القريبة من الإسلاميين)، للمطالبة بدعم الجيش والشرطة، وتفعيل قرار المؤتمر الوطني العام (البرلمان) بحلّ الميليشيات المسلحة الخارجة عن سلطة الدولة". وأضاف المصدر أن "هذه التظاهرة توجّهت إلى المدخل الغربي لمدينة بنغازي، حيث مقرّ المعسكر، بعد أن أقدم مسلحون مجهولون على إطلاق الرصاص في الهواء، لتفريق تظاهرة سلمية أقيمت أمام فندق تيبستي، وسط المدينة للسبب نفسه". وأعلن مصدر في مركز بنغازي الطبي أن "المركز استقبل، ليل الجمعة -السبت، جثث أربعة قتلى إضافة إلى ستة عشر جريحاً مصابين بأعيرة نارية في مناطق متفرقة من الجسم". من جانبه، قال مصدر طبي في مستشفى الجلاء لجراحة الحروق والحوادث، إن "المستشفى أدخل فجر السبت إلى أقسامه أربعة جرحى من جراء الاشتباكات التي جرت في محيط معسكر شهداء 17 فبراير". ولم تعلن كتيبة شهداء 17 فبراير أي خسائر في صفوف قواتها. وجاء هذا التحرك غداة اغتيال آمر المخابرات العامة في شرق ليبيا، العقيد إبراهيم السنوسي عقيلة، بالرصاص في وسط بنغازي. ويُشار باستمرار إلى مسؤولية المتطرفين الإسلاميين في هذه الحوادث، التي لم تعلن أيّ جهة مسؤوليتها عنها. وفي آذار (مارس) الماضي، تحدثت الحكومة الليبية الانتقالية لأول مرة عن "مجموعات إرهابية" تنشط خصوصاً في بنغازي ودرنة معلنة "الحرب على الإرهاب". وأفاد شهود عيان أن "أصوات رصاص متقطع ودويّ انفجارات ناتجة من استخدام اسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة دوّت منذ ليل الجمعة وحتى صباح السبت في محيط كتيبة شهداء 17 فبراير". وكان القيادي في كتيبة شهداء "17 فبراير"، إسماعيل الصلابي، أعلن الجمعة أن منزله في منطقة الحدائق في بنغازي تعرّض لمحاولة تفجير بحقيبة مليئة بكمية ضخمة من المتفجرات، ونشر صوراً لذلك. وقال الصلابي، عبر صفحته على "فايسبوك": "ليعلم أهلنا وأصدقاؤنا وليسمعها خصومنا، يشهد الله أننا ما قتلنا ولا غدرنا، ولم نخن أحداً". وفي سياق متصل، نجت المواطنة نجية محمد علي التائب، من محاولة اغتيال برصاص مجهولين، مساء الخميس، بالقرب من محكمة الشمال بمدينة بنغازي. والتائب هي إحدى رموز الثورة، واشتُهرت بنشاطاتها المُساندة للثوار السابقين. إلى ذلك، هاجم مسلحون، ليل الخميس -الجمعة، مركز شرطة الفويهات بمدينة بنغازي، بدون وقوع خسائر بشرية أو إصابات، وأكد مصدر في مديرية أمن بنغازي أن الهجوم أسفر عن خسائر مادية فقط بالمبنى، جرّاء الرماية الكثيفة التي تعرّض لها من قبل المسلحين.