طالبت السفارة السعودية في بيروت المواطنين المتواجدين في لبنان بأخذ أسباب الحيطة والحذر، ونشرت «الحياة» نص رسالة أرسلتها السفارة إلى المواطنين المسجلة بياناتهم لديها تقول: «نظراً لتطور الأوضاع، وما قد يترتب عليها من تطورات أمنية، نأمل باتخاذ أقصى درجات الحيطة والتواصل مع السفارة لمعرفة ما يجب اتخاذه على الرقم المذكور». والأوضاع في لبنان على كل لسان. جولة سريعة على القنوات الفضائية اللبنانية ومتابعة تعليقاتها والشحن المتبادل بين الفرقاء، ثم تحذير قائد الجيش اللبناني يوم أمس أسباب كافية للإنذار والحذر. ليس من عادة السفارات السعودية في مختلف البلدان إطلاق مثل هذه التحذيرات، هذا كان مما يؤخذ عليها من مواطنيها. مع تصريح مصدر في السفارة ل «الحياة» أرى تغيراً إيجابياً يحسب لوزارة الخارجية السعودية وأخص بالذكر السفارة السعودية في لبنان، لأن مهمات السفارات تتجاوز القضايا الديبلوماسية، فالأصل في عملها هو ضمان سلامة المواطنين الذين تمثلهم وعدم تعرضهم لأذى إضافة إلى تيسير شؤونهم، ولا أعتقد أن في بث هذه التحذيرات متى ما كانت الأوضاع مستحقة في بلد من البلدان أي حساسية ديبلوماسية. من جانب آخر - يمس الشأن اللبناني - هناك رأي يتشكل لدى الرأي العام في السعودية حول مدى المصلحة الوطنية من وراء استمرار انشغال السعودية في الوساطة اللبنانية بين الفرقاء وتبعات ذلك السياسية والاقتصادية، من أبرز ما طرح في هذا الشأن مقال للدكتور صالح الخثلان أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود نشرته صحيفة «إيلاف» الإلكترونية قبل فترة. والدكتور صالح ليس الصوت الوحيد في هذا الطرح ، لذلك فُهم تصريح الأمير سعود الفيصل الخاص برفع اليد عن جهود الوساطة بعد وصولها إلى طريق مسدود فُهم لدى البعض بشكل عام، ما استدعى تصريحاً آخر يؤكد الموقف السعودي المعروف تجاه لبنان. والحقيقة أنه لا بد من طرح حساب الأرباح والخسائر من وراء انشغال الديبلوماسية السعودية في لبنان وما هي المصالح الحيوية هناك خصوصاً التي تستدعي كل هذه الجهود. أعود إلى جهود السفارة السعودية في بيروت، حيث روى لي مواطن مواقف يشكر عليها السفير السعودي علي بن سعيد العسيري في متابعة أحوال السعوديين هناك، وسط ظروف معروفة، وهو ما يؤمل أن يصبح من أولويات السفارات في كل عاصمة، وكنت قد طلبت من السفير أسامة نقلي أن يزود الإعلام بإحصاءات عن عدد حالات الاعتداء على السعوديين في الخارج – إجمالاً - بعد تصريح له قال فيه إن استهدافهم ليس ظاهرة، وقد وعدني بذلك من خلال رسالة وما زلت بالانتظار. www.asuwayed.com