تحتفل فرقة «اسكندريلا»، لمناسبة مرور خمس سنوات على تأسيسها، بتقديم أغاني الشيخ سيد درويش الذي فتن قائد الفرقة حازم شاهين بعبقرية جملته الموسيقية، والشيخ إمام عيسى الذي يخجل أن يقول رأيه في تجربته، فهو يراه واصلاً إلى قلوب المستمعين بألحانه الحماسية والساخرة والعاطفية، في منزل الشاعر أمين حداد وزوجته أمينة جاهين. صورة الشاعر فؤاد حداد أمام صورة صلاح جاهين، وأولادهما يسعون الى وصل ما بدأه صوت سامية جاهين عذباً، تؤمن بما تغنيه ومعها مي وسلمى حداد، يحفظون الألحان الجديدة، الخاصة بالفرقة من ألحان حازم شاهين الذي يقوم بالتعديلات اللازمة بينما تشارك أخته عالية في الغناء مع آية حميدة ابنة الممثل محمود حميدة المأخوذ بأشعار حداد وجاهين وشارك مرات عدة في أمسيات شعرية غنائية مع المجموعة نفسها ولكن تحت اسم «فرقة الشارع». يقول حازم شاهين: «كانت هناك فرقة باسم اسكندريلا كونتها مع صديق مغن هو طارق عبدالله الذي أخذ الاسم من أوبريت للشاعر خميس عز العرب ولم أكن أعرف ذلك حتى سافر طارق في العام 2003 بعد أن قدمنا حفلات عدة في مركز الجزويت ومكتبة الإسكندرية، وكنا نقدم أغاني سيد درويش إضافة إلى بعض المقطوعات الموسيقية لعمر خيرت». ويضيف: «لدى قدومي الى القاهرة والتحاقي ببيت العود، تعرفت الى أشرف نجاتي وشادي مؤنس، وعلى سبيل التسلية كنا نغني أغاني للشيخ أمام مع أصحابنا ثم بدأ الجمهور يأتي لسماعنا، خصوصاً من البيوت المجاورة في حي الحسين، ومن هنا فكرنا في إعادة تكوين اسكندريلا في العام 2005 وتقديم حفلة في ساقية الصاوي، ومن حضور الجمهور والتجاوب الذي لاقيناه شعرنا بمسؤولية ملقاة علينا». ويشرح شاهين: «نتعلم الأداء الغنائي الجماعي من مدرسة سيد درويش، ولا نقوم بأي تغيير في اللحن، ولا نجرؤ على ذلك على رغم بعض الاتهامات الساذجة بأننا لا نطور في تلك الألحان القديمة، ولكنني أعتبرها أكثر معاصرة من معظم الموسيقى المتداولة في وقتنا، وعلينا أن نتعلم منها، بخاصة أن هذا الطريق لم يمض فيه أحد بعد سيد درويش. وأتخيل لو حدث ذلك ولم تسد الأغنية الفردية لكان أوركسترا لندن يعزف شغل سيد درويش». يشير شاهين إلى أن الشيخ زكريا أحمد استفاد إلى حد بعيد وتأثر بالتطور الذي أحدثه سيد درويش في موسيقانا، و»بالنسبة الي، فإنني أمثل الروح التعبيرية وبساطة الجملة الموسيقية عند سيد درويش في ألحاني، فأتتبع تيمة تروق لي لتكون بمثابة خيط يشدني إلى بناء اللحن، مرتكزاً الى موسيقية الشعر». وينتقل شاهين للحديث عن الموسيقي اللبناني زياد الرحباني، فيعتبره ماضياً على الدرب نفسه ليقدم موسيقى تحترم مشاعر الناس وتليق بثقافتهم». ويضيف: «التقيت الرحباني خلال زيارته مصر العام الماضي ووجدت لديه شعوراً بالمسؤولية تجاه الفنانين الشباب، وهو شخص بسيط وعفوي وفنان حقيقي يمتلك شيفرة موسيقية تخترق وجدان المستمعين وهو استمع الى الاسطوانة التي أصدرتها 2008 «حاجات وحشاني» وأثنى على ما لمسه من تطور في الفكر الموسيقي في الألبوم». أما عن الشيخ إمام عيسى، فيقول شاهين: «لقد خدم بلده بفنه، وهو صاحب رسالة وموهبة ولم يضحك على الناس، وهو - كأحد أبناء مدرسة المشايخ في الموسيقى - حافظٌ وناقل لتراث الموسيقي العربية، من موشحات وأدوار تلقاها على يد الشيخ درويش الحريري، إضافة إلى لغته الموسيقية السهلة. أُدرِك ذلك عندما نقدم أغانيه، فالناس تصدقك على الفور، اكتشفت ذلك عندما قدمنا حفلات في ساحات مثل كوم الدكة، الحي الذي ولد وعاش فيه سيد درويش وفي قرية أبو النمرس مسقط رأس الشيخ إمام وفي جزيرة القرصاية». ويستهجن شاهين ما تقوم به بعض الفرق عندما تقدم أغاني الشيخ إمام لكسب تعاطف الجمهور، ولكن إذا «لم يؤمنوا بما يغنونه فلن يصل الإحساس الى الجمهور». ويشير شاهين إلى أن شبكة الإنترنت جعلت الجمهور يستمع الى أي نوع من الموسيقى، وباتت هناك بعض التوجهات إلى الموسيقي المهجّنة. وعن الفرق بين «اسكندريلا» و»الشارع»، يقول الشاعر أمين حداد: «يغلب على فرقة الشارع الأداء الشعري أكثر من الغنائي، فهي شكل أقرب لفكرة السامر المسرحي الذي بدأه فؤاد حداد في العام 1953، عندما قام المعتقلون في الواحات ببناء مسرح قدمت عليه مسرحيات «حلاق بغداد» و»حكاية أول مايو» وكان معه المغني النوبي محمد حمام، وقدم عرض «حكاية أول مايو» في نقابة الصحافيين لمدة ثلاث ليال وظل فؤاد حداد يقدم هذه الأمسيات حتى رحيله، وكان آخر ما قدمه عرض العمل الفلسطيني في العام 1955 للمخرج أحمد اسماعيل على مسرح الجمهورية، واستعان فيه بكورال من عمال مطابع مؤسسة روز اليوسف، وكان هذا العرض أول ظهور لي وشاركتني آنذاك بسمة الحسيني». ويضيف: «ومنذ ذلك الوقت ونحن نعمل ونحاول تقديم عروض مميزة ومن النقاط المميزة مشاركة الفنان محمود حميدة في بعض العروض تمثيلاً وإلقاء، مثل «حي يا بلدنا» على المسرح القومي. وبدأت مرحلة أخرى كنت أقوم فيها بدور الإعداد من أشعار صلاح جاهين، مثل عرض «بالأحضان»، ولعب دور البطولة فيه الممثل ممدوح عبدالعليم وإخرجه رشدي الشامي الذي وضع ضوابط للعمل بالفرقة». ويضيف حداد: «الشعر هو البطل في عروض الشارع، وعندما يقول لي أحد المشاهدين إنني كنت رائعاً، أعرف أن العرض لم يكن على المستوى الذي نتمناه، ولكن أن يقول لي إن الشعر رائع، فهذا هو ما نصبو إليه».