بدأ ياسر جلال أولى خطواته في عالم التمثيل طفلاً عبر أعمال عدة، ولفت الأنظار شاباً عام 1996 عبر مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، ثم جاءت بطولته الأولى في العام التالي عبر «سعد اليتيم» مجسداً الدور الرئيسي، بمشاركة دلال عبدالعزيز وسميحة أيوب. هكذا صار ضمن مجموعة ميّزت جيل التسعينات، فتوالت أدواره قبل أن يتوارى سنوات ويعود في أعمالٍ قليلة خلال السنوات الأخيرة، كان أهمها «ظلّ الرئيس» الذي شكّل مفاجأة دراما رمضان 2017. وقد أدّى فيه ياسر جلال دور البطولة المطلقة للمرة الثانية خلال مسيرته الفنية، وحقّق نجاحاً لافتاً. «الحياة» حاورت جلال الذي تحدث عن تجربته قائلاً: «تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1990، وكنت الأول على دفعتي، فأنا أهوى التمثيل وأتنفسه منذ طفولتي لا سيما أنني نشأت في كنف أسرة فنية. والدي هو المخرج المسرحي جلال توفيق الذي كان يصطحبني دائماً معه في الكواليس، ومن ثم استهوتني مهنة الفن، وصرت لا أجد متعتي الحقيقية إلا في التمثيل». وأضاف: «جاءت بدايتي عبر الأعمال الإذاعية ومنها اكتشفني المخرج الراحل أحمد توفيق تلفزيونياً فأسند إليّ دوراً في المسلسل الشهير «لن أعيش في جلباب أبي» مع الراحل نور الشريف، ومن هناك كانت البداية». وحول أسباب تأخر بطولته المطلقة بعدما كانت بدايته التمثيلية قوية وناجحة، أوضح ياسر جلال: «أظنّ أنّ سبب ذلك هو خجلي، فلم أسعَ يوماً إلى طرق أبواب الشركات المنتجة، ما عطلني كل تلك السنوات الماضية. لكنّ الإحساس بالخجل ليس عيباً، لا سيما أنني أحاول إتقان عملي، وسأظل دائماً بحاجة إلى دعم الجمهور». وعبّر عن سعادته الغامرة بعد نجاح المسلسل، مؤكداً أنه لم يتوقعه. وأضاف: «في البداية تخوفت وترددت في قبول العمل لأنها مسؤولية كبيرة لكنني سرعان ما قبلت التحدي وتلاشى قلقي بعد الحلقة الأولى حيث بدأت تلقي ردود الفعل حول العمل واستقبلت التهاني والإشادة ما هدأ من روعي، والنجاح مجهود جماعي ولا ينسب لشخص بل مبعثه فريق التمثيل ومخرج المسلسل ومؤلفه وجميع الفنيين فيه». واعتبر الفنان ياسر جلال أن أصعب مشاهده هو مشهد المستشفى حين يتلقى خبر وفاة زوجته ونجله وهو ما بنيت عليه أحداث المسلسل، وقال: «قمت بأدائه من دون بروفة مسبقة، وتم اعتماده منذ المرة الأولى من دون إعادة، وكان مشهداً صعباً أرهقني عصبياً». وأضاف: «تطلبت مشاهد الحركة تدريباً متواصلاً، وتمرنت كثيراً كي أكون مؤهلاً لأدائها في شكل مقنع، إذ تطلب مني الدور قوة التحمل وثبات تعبيرات الوجه كي أبدو تلقائياً، وواجهت إصابات عدة لكنني تجاوزتها». وحول مشروعاته المستقبلية قال: «لا أضع شروطاً مسبقة لأعمالي المقبلة وأتمنى أن أجد دوراً جيداً وسأراعي في اختياراتي المرحلة العمرية للشخصية، علماً أن مهنة التمثيل تسمح للممثل أن يقوم بتصغير نفسه عشر سنوات أو العكس، وهذه هي المساحة التي سألعب فيها سواء سينمائياً أو تلفزيونياً». وحول انصرافه عن الأعمال السينمائية أشار إلى أن السينما طغت عليها خلال العقود الماضية أفلام ذات صبغة كوميدية لا يجد لنفسه مكاناً فيها، ولم يشارك فيها إلا من خلال أعمال قليلة وجد وقتها أنها تُناسبه مثل فيلم «شجيع السيما» و «أمير البحار»، كما شارك في فيلم «الفرح» مع خالد الصاوي و «شد أجزاء» مع النجم محمد رمضان. وكشف عن تخوفه الشديد من الأعمال السينمائية، موضحاً أن «الأفلام هي أطول عمراً من المسلسلات، على رغم أن الأعمال التلفزيونية تتم صناعتها حالياً بالتقنيات السينمائية ذاتها، ولكن يظل الفيلم هو الأكثر مشاهدة نظراً إلى مساحته الزمنية القصيرة وسهولة مشاهدته وقت تشاء، مقارنة بالمسلسل الذي يحتاج تفرغاً كي تُتابعه على مدار ثلاثين أو ستين حلقة مسلسلة. فالأعمال التلفزيونية يراها جيل واحد بينما السينما تخص الأجيال كلها، وما زلنا نشاهد أفلاماً أنتجت منذ الأربعينات حتى الآن». ورفض جلال مقارنته مع شقيقه الفنان رامز جلال الذي تلقى كثيراً من الانتقادات حول برنامجه «رامز تحت الأرض» قائلاً: «لا أحبذ استغلال نجاح مسلسلي كأداة للهجوم على شقيقي أو برنامجه، لا سيما أنه نجم ناجح ومحبوب في كل أنحاء العالم العربي، وقد تجاوزت شهرته الآفاق وامتدت إلى دول أوروبية. والعالم كله يُقدّم هذا النمط من برامج المقالب، وثمة نجوم كبار قدموا برامج مشابهة».