استقبلت سورية العام الماضي خمسة ملايين وأربعمئة ألف سائح، وبلغت نسبة السياح من الدول العربية 65 في المئة فيما توزعت النسبة الباقية بين الأوروبيين والمغتربين. ولا تزال وزارة السياحة السورية تحصي عدد السياح وفق الفئة العمرية الأمر الذي قد يسهل معرفة متطلباتهم، كما يقول بسام بارسيك مدير إدارة التطوير والترويج في وزارة السياحة السورية، موضحاً أن معظم السياح الشباب يفضلون تخصيص الحصة الأكبر من نفقات السفر على زيارة الأماكن السياحية والأثرية، ولا يهمهم من مكان إقامتهم التصنيف العالي و «الفخامة». ومنذ عامين انطلقت في سورية حملة «إعرف وطنك العربي» بتعاون بين الاتحاد العربي لبيوت الشباب وجامعة الدول العربية، كبرنامج يهدف إلى تبادل وفود شبابية بين الدول العربية مهمتها تعريف الشباب الى البلد الذي يزورونه كما وتعريف مضيفيهم ببلدانهم. وتؤمن مؤسسة الشبيبة للسياحة في سورية وهي تابعة لاتحاد شبيبة الثورة، وعضو في الاتحاد العالمي لبيوت الشباب، للسياح الشباب أثناء زيارتهم أماكن إقامة تمتاز «بأجور مخفضة وخدمات سياحية جيدة». ويقول الياس شحود رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشبيبة للسياحة: «تم تفعيل عضوية المؤسسة في الاتحاد العالمي لبيوت الشباب حديثاً، وأعتقد أن هذا الأمر سيفيد في تطوير سياحة الشباب، ويتيح الفرصة لمن يرغب في الانتساب إلى المؤسسة التي كانت تقتصر على أعضاء منظمة الشبيبة». وتخطط مؤسسة الشبيبة للسياحة إلى إحداث منشآت جديدة في سورية ضمن معايير الاتحاد العالمي لبيوت الشباب، أما حالياً فهي تقوم باستقبال الوفود الشبابية بالتنسيق مع بعض الفنادق. ويقول شريف خزمة مدير عام مؤسسة الشبيبة للسياحة: «نؤمن حالياً الإقامة ضمن المواصفات التي يحددها الاتحاد العالمي لبيوت الشباب وأبرزها الأسعار المخفضة، ولكننا نعمل حالياً على إنشاء بيت للشباب في مدينة تدمر الأثرية». ومن أبرز البرامج السياحية للمؤسسة خلال الأعوام الماضية تلك التي خصصت لأبناء المغتربين السوريين. ويوضح خزمة: «تستقبل مؤسسة الشبيبة للسياحة في كل عام عدداً من المجموعات السياحية القادمة إلى سورية من مختلف دول العالم، ولاسيما رحلات المغتربين السوريين إلى وطنهم الأم، وتخص المؤسسة هذه المجموعات السياحية التي يكون غالبيتها من الشباب ببرامج سياحية تؤمن لهم التواصل مع أبناء بلدهم والتعرف الى عاداته وتقاليده وزيارة أهم معالمه الأثرية». في المقابل فإن بعض المهتمين بالسياحة في سورية فتح لنفسه أفاقاً جديدة لاكتشاف خدمات السفر والسياحة من طريق الإنترنت وبجهد ذاتي لا يمت بصلة إلى مكاتب السياحة التقليدية، فالبحث عن برامج ومواقع ترفيهية من خلال محركات البحث الإلكترونية يقودك في كثير من الأحيان إلى أماكن يشرف عليها ويديرها شباب وفيها نصائح وعروض خاصة. «نادي محبي السفر إلى سورية» أحد هذه المواقع الذي يتبادل زواره النصائح عن أفضل العروض السياحية في سورية والرحلات المخفضة، ويصل الأمر بزوار الموقع إلى تبادل أدق التفاصيل التي تهمهم أثناء رحلاتهم. من الأسئلة على صفحة المنتدى مثلاً نصيحة عن أفضل الطرق للتجول في سورية: هل يستأجر المسافر سيارة أم يعتمد النقل العام؟ تعليق آخر لشاب يسأل إن كان من الأفضل إحضار كمبيوتره الشخصي معه أم أن مقاهي الإنترنت متوافرة في البلد فيأتيه الرد من زائر في الموقع ليخبره أن اصطحاب الكومبيوتر الشخصي يسبب له بعض التأخير عند التفتيش على الحدود، لذا من الأفضل الاستعانة بمقاهي الإنترنت. يامن عوض، طبيب أسنان شاب مولع بالسفر ويكثر من استخدام الإنترنت، ينصح أصدقاءه بزيارة موقع www.couchsurfing.org العالمي الذي يستقي زواره النصائح من السكان المحليين حول الإقامة وعناوين بيوت الشباب إن وجدت، وأفضل الأماكن التي يمكن للسائح زيارتها. ويقول يامن: «يؤمن الموقع فرصة الاختلاط بالسكان المحليين وتكوين صداقات من أنحاء العالم».