نشرت جماعة تابعة لتنظيم «القاعدة» في مالي شريط فيديو يظهر 6 رهائن أجانب على قيد الحياة، مطالبة بالتفاوض على إطلاقهم. تزامن ذلك مع وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى باماكو للمشاركة في قمة دول الساحل الخمس (مالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا وتشاد) والتي يتوقع أن يركز خلالها على دعم الغرب لتعزيز محاربة الإرهاب. وظهر في الفيديو الذي وزعته جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» ومدته 16 دقيقة، الجراح الأسترالي المسن آرثر كينيث إليوت والفرنسية صوفي بيترونان والجنوب أفريقي ستيفن ماكغاون والروماني يوليان غيرغوت والمبشرة السويسرية بياتريس ستوكلي والراهبة الكولومبية غلوريا سيسيليا نارفايز ارغوتي. وأشار مركز «سايت» الأميركي الذي يرصد المواقع الالكترونية للجماعات الإرهابية الى أن أي مجموعة لم تعلن من قبل مسؤوليتها عن خطف الفرنسية بيترونان اواخر 2016 في بلدة غاو شمال مالي، حيث كان تدير منظمة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. وظهرت بيترونان في الشريط الذي وضع على موقع «تلغرام» السبت، ثم ظهر رجل يقول إنها تأمل بأن يساعد الرئيس الفرنسي على إعادتها إلى أسرتها. ويضيف الرجل الذي قدم الرهائن أنه «لغاية الآن لم تحصل مفاوضات من أجل إطلاق سراحهم». وظهر في الفيديو ماكغاون الذي اختطف في تمبكتو شمال مالي، في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011. وقال ماكغاون: «طال غيابنا كثيراً، متى تعتقدون أن هذا سينتهي؟ الآن نصور فيديو جديداً، لكن لا أعرف ماذا أقول. كل شيء قيل في الماضي. كل شيء قيل في الأشرطة السابقة التي صورتها». وتحدث بعده الأسترالي إليوت وهو في الثمانينات من عمره واختطف مع زوجته جوسلين في كانون الثاني (يناير) 2015 في دجيبو في بوركينا فاسو، حيث كانا يديران عيادة طبية منذ 1972. وأطلق سراح جوسلين في شباط (فبراير) 2016. كما يظهر في الشريط عامل المناجم الروماني غيرغوت، الذي يقول إنه خطف في بوركينا فاسو في 4 نيسان (ابريل) 2015. وخطف مسلحون الراهبة الكولومبية أرغوتي في قرية كرانغاسو المالية، قرب حدود بوركينا فاسو في شباط 2017. وفي نهاية الفيديو الذي لا يحمل تاريخاً يقول الرجل، مخاطباً أسر الرهائن: «لم تبدأ مفاوضات حقيقية» لإطلاق سراحهم، لكنه يضيف أن المفاوضات «لا تزال جارية». في 2012 سقط شمال مالي في أيدي مجموعات مرتبطة ب «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» استغلت تمرداً للطوارق، على رغم طرد الإسلاميين في عملية عسكرية بقيادة فرنسية في كانون الثاني (يناير) 2013. ومنذ ذلك الوقت، يشن الإرهابيون هجمات على المدنيين والجيش وكذلك على القوات الفرنسية والدولية المنتشرة في المنطقة. ورفضت الخارجية الفرنسية التعليق على شريط الفيديو، فيما اعلنت الحكومة السويسرية انها على علم به ودعت الى إطلاق سراح مواطنها. وقال الرئيس الفرنسي في افتتاح قمة الدول الخمس في باماكو إن على بلاده وشركائها الأفريقيين العمل معاً للقضاء على الإسلاميين المتشددين. ويتوقع أن يعلن قادة مجموعة دول الساحل عن تشكيل قوة جديدة متعددة الجنسيات لمكافحة الارهاب.