اعتقلت الشرطة التركية 16 مشبوهاً في اغتيال قياديين اثنين في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في جنوب شرقي البلاد ذي الغالبية الكردية خلال اليومين الماضيين. وما زالت التحقيقات متواصلة لمعرفة ملابسات حادثي الاغتيال واحتمال ارتباطهما بحلقة جديدة ضمن سلسلة اغتيالات ينفذها حزب العمال الكردستاني منذ مطلع هذا العام، ضد مسؤولين في الحزب الحاكم في ولايات ماردين وديار بكر وفان، من اجل رفع معنويات مسلحيه بعد فقدانه قوته العسكرية في شكل كبير في المنطقة، بتأثير عمليات الجيش خلال العامين الماضيين. كما لوحظت خلال الشهرين الماضيين عودة هجمات «الكردستاني» ضد الجيش، وإن في شكل أضعف، في جنوب شرقي تركيا، وهو ما اعتبرته الحكومة رداً على الضغوط التي تمارسها على عناصره في سورية المندرجين ضمن «قوات الحماية الكردية» و «حزب الاتحاد الديموقراطي» السوري - الكردي. ولمّح الناطق باسم الحكومة التركية نعمان كورطولموش الى أن «الدعم الأميركي لعناصر الحزب في سورية بحجة خوض معركة مدينة الرقة ضد تنظيم داعش، زادت ثقة الحزب بنفسه، ما جعله يستأنف عملياته الدموية في تركيا». وفي تفاصيل الاغتيالين، أفاد مكتب حاكم ديار بكر بأن «أورهان مرجان، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية في منطقة ليجه في الإقليم، تعرض لإطلاق نار أمام منزله ليل الجمعة، وتوفي في المستشفى متأثراً بجروحه. ثم قتل مسلحون في اليوم التالي أيدين أهي، نائب رئيس الحزب الحاكم في منطقة أوزلاب في الإقليم ذاته». وكشفت مصادر أمنية أن المسلحين خطفوا أهي من منزله تحت تهديد السلاح، وقتلوه في مكان يبعد نحو 20 متراً فقط. وكتب وزير الطاقة التركي بيرات ألبيرق على موقع «تويتر»: «اغتال مسلحو حزب العمال الكردستاني مرجان وأهي»، علماً ان الأخير تلقى سابقاً تهديدات من «الكردستاني» لدفعه الى الاستقالة من منصبه في الحزب الحاكم. وترافق ذلك مع اندلاع أعمال عنف في جنوب شرقي تركيا، حيث اعلنت السلطات مقتل 5 من مسلحي «الكردستاني» بينهم امرأة، في عملية أمنية نفِذت بدعم جوي في منطقة قره جهنّم في اقليم بينغول، ومسلح آخر في منطقة جوقورجا في اقليم هكاري. كما اعلن الجيش تصفية خمسة من «الكردستاني» في ضربة جوية في ماردين. ودأبت قوات الأمن على استهداف مواقع «الكردستاني» وملاحقة عناصره جنوب وجنوب شرقي البلاد وشمال العراق، وذلك رداً على هجمات ينفذها داخل البلاد منذ ان انهار وقف النار مع انقرة في تموز (يوليو) 2015. واستهدف هجوم ل «الكردستاني» فجر الأحد حراس قرى، وهم عناصر امن متعاقدون مع الدولة في منطقة أولو دره في اقليم شرناق. وأشارت مصادر امنية الى ان اشتباكاً اندلع بين الحراس والمسلحين أسفر عن جرح 4 حراس. وأوضحت المصادر ان الجرحى نُقلوا بمروحية الى مستشفى شرناق حيث توفي احدهم متأثراً بجروحه. وأشارت الى ان قوات الأمن أطلقت عملية في المنطقة بدعم جوي من اجل اعتقال منفذي الهجوم. على صعيد آخر، افادت وسائل إعلام بأن «الكردستاني» يُعدّ لتنظيم تظاهرة حاشدة ضد الرئيس رجب طيب أردوغان خلال حضوره قمة دول مجموعة العشرين في هامبورغ الأسبوع المقبل. وحذرت انقرةبرلين من رفع علم الحزب خلال هذه التظاهرات، باعتباره «ارهابياً». وأعلن «حزب الشعوب الديموقراطي» الموالي للأكراد أن ألف محامٍ سيتولون الدفاع عن زعيمة الحزب فيغان يوكسيك داغ التي أُودعت السجن قبل ثمانية أشهر مع نائبها صلاح الدين دميرطاش بتهمة دعم الإرهاب و «الكردستاني»، وذلك خلال محاكمتها التي تبدأ غداً الثلثاء. ورداً على «مسيرة من أجل العدالة» التي يقودها رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض قيليجدار أوغلو، وتجوب البلاد منذ 18 يوماً، اتهم اردوغان الحزب ب «حماية الإرهابيين». وخاطب ممثلي حزبه «العدالة والتنمية» في أنقرة قائلاً: «الخط الذي يمثله حزب الشعب الجمهوري تخطى المعارضة السياسية، واتخذ بعداً جديداً». وتوجه الى قيليجدار أوغلو قائلاً: «ما دمتم تتظاهرون من أجل حماية الإرهابيين ومن يدعمهم وليس ضد منظمات ارهابية، لن تستطيعوا إقناع أحد بأن هدفكم هو العدالة». وكان اردوغان حذر في منتصف حزيران (يونيو) الماضي من إمكان استدعاء قيليجدار أوغلو امام القضاء.