لا أعلم كيف نتجاوز عاصفة الخروج المر من نهائيات كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم المقامة حالياً في العاصمة القطرية الدوحة؟ وكيف ننتقل لمرحلة مليئة بالتفاؤل وإشراقة يوم آخر؟ يجب أن ننسى هذه الكبوة ونعتبرها لقاحاً للمستقبل وأوراقه التي تحمل في طياتها الكثير من الرؤى والأفكار النيرة. الرئيس العام لرعاية الشباب، الشاب الأمير نواف بن فيصل سيحول أروقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأروقة اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية، وفي مقدمها اتحاد القدم إلى ورشة عمل دؤوب، لأن هذه المرحلة تحتاج لهزة عنيفة تتجاوز ال 7 درجات بمقياس ريختر، للخروج من غيبوبة التبلّد التي سيطرت على غالبية الاتحادات الرياضية وغالبية اللجان العاملة، هذه الهزة الإيجابية نستطيع من خلالها رسم ملامح المستقبل للرياضة السعودية، ومن خلالها نستطيع قراءة الأفكار السليمة التي تصب لمصلحة الرياضة السعودية، لا للأشخاص الذين احترفوا التسلّق والصعود بالوطن إلى هاوية المجهول. الأمير نواف يحتاج إلى كل فكر صادق ومخلص، ولا يحتاج للمجاملات والتوهان في دهاليز الوعود والتسويف، ولجان عدة لم تصدق القيادة الرياضية القول، واللجنة الأولمبية تتحمل جزءاً كبيراً من وزر الصمت السلبي، والاتحادات الرياضية ومعها اللجنة الأولمبية تتحمل تمرير مشروع «الصقر» المثالي عندما وعدت بأن يكون ثمار هذا المشروع في أولمبياد لندن 2012، وهذا الكلام بعيد عن الواقع، لأن الدول التي تشرع في مثل هذا البرنامج لا يمكن أن تجني ثماره من أول دورة أولمبية، وإنما بعد ثلاث دورة أي بعد 12 عاماً من بدء تطبيقه على فئات سنية موهوبة في حدود ال 8 إلى ال 10 سنوات كحد أعلى. بدأت ورش العمل بقيادة الأمير نواف بن فيصل، وبدأ التخطيط للمستقبل بشقيه القريب والبعيد، ومن المنتظر الإعلان عن جهاز فني عالمي بكامل طاقمه، ونأمل أن يكون الجهاز الفني عالمياً بمواصفات مدربي المنتخبات العالمية، مثل المدرب البرازيلي دونغا أو الأرجنتيني بيكر، ونأتي لمربط الفرس (الجهاز الإداري للمنتخب)، حيث يأمل الوسط الرياضي أن يكون الجهاز الإداري بمواصفات العصر من ثقافة ولغة إنكليزية ومعرفة واسعة بالحاسب الآلي، على أن يكون من خارج الأندية الأربعة الكبار، لأن حساسية التعصب وصلت عند الوسط الرياضي والوسط الإعلامي مداها، ولن يقبلوا بشخص قادم من الهلال أو النصر أو الاتحاد أو الأهلي مهما كان، وسبق خوض تجارب من الأندية الأخرى وحققت النجاح مثل فيصل العبدالهادي القادم من الاتفاق، والذي وجد قبولاً من الوسط الرياضي كافة في حينه، لأنه من خارج منظومة أهل التعصب المقيت. الوسط الرياضي يترقّب ما ستتمخّض عنه تحركات العمل الشاق بقيادة الأمير نواف بن فيصل، والمرحلة في حاجة لجملة تعاقدات وتعيينات تعيد الثقة للشارع الرياضي السعودي. [email protected]