يحول الفنان اللبناني الشاب هادي بيضون البراميل الى خزائن ومقاعد عملية، وصناديق السلاح والذخيرة التي استخدمت في الحرب اللبنانية قطعا فنية غير تقليدية، يغير من معالمها ويكتب عليها بالانكليزية بالوان فاقعة "تجدد" او "ثورة" كي لا توحي بالحرب بل تثور عليها. يشتري هذا الفنان المتعدد المواهب، وهو فنان وشم في الاساس، البراميل والصناديق وجذوع الاشجار بآلاف الليرات اللبنانية، أي بمبالغ زهيدة، لكن حين يضفي عليها فنه وشغفه يبيعها بالاف الدولارات الأميركية. لدى هادي بيضون أفكار كثيرة يسقطهاعلى مواد مختلفة ومتنوعة، ويقول لوكالة فرانس برس "الرسوم هي نفسها، ارسمها على الالمنيوم والخشب والورق والجلد والقماش والجدران والزجاج والجسم". مهما اختلفت نوعية المساحات والادوات، يعرف بيضون كيف يجعلها مطواعة بين يديه، ينحتها ويلونها ويلمعها او يعتقها لتصير قطعة فنية قيمة، طالعة من عالمه. فعلى سبيل المثال، حول بيضون جذوع اشجارالصنوبر والسنديان والارز عبوات للمشروبات الغازية، ويقول:"هذة العبوة الزهيدة الثمن التي نرميها بعد شربها وتأتي سيارة لتدهسها، حولتها الى منحوتة خشبية بالوان براقة بطول 50 سنتيمترا". ويضيف في هذا السياق أنه يحول فن ال"بوب ارت" من لوحة تعلق على الجدران "الى قطعة واقعية عملية يمكن إمساكها، واستخدامها كمادة للديكور، كمقعد او خزانة للكتب او المشروبات". ولتلوين منحوتاته ورسومه التي تحمل رسائل وشعارات بالانكليزية، يستعمل بيضون الفرشاة الهوائية، وهو يلونها بالاكريليك المخصص لطلاء السيارات. وكان تعلم استخدام هذه الفرشاة بعدما صدم سيارته قبل 16 عاما وراقب عمل الحداد الذي اعاد تصليحها وطلاءها له. منفردا، تعلم بيضون ان يكون محترفا في عمله، يقول" امزج الالوان حينا، واتركها كما هي حينا اخر، لاظهر التباين بين المعتق والجديد، والالوان القاتمة والفاقعة". ومحترف هادي بيضون في جل الديب (شمال بيروت)، معرض دائم لاعماله وابتكاراته، يستقبل فيه زبائنه، اذ يقصده معظم الفنانين اللبنانيين لوشم اجسامهم. ويتذكر أنه في الرابعة عشرة من عمره، بدأ يرسم بالريشة على القمصان أغلفة اسطوانات فرق موسيقية يحبها، وكان يمضي خلال الحرب ما بين ست وسبع ساعات، يرسم القميص الواحد ويبيعه لاصدقائه في الحي، على ما يقول. وثمة قميص لا يزال يحتفظ به، استغرق العمل عليه 60 الى 70 ساعة رسم. والتحق هادي بيضون بالجامعة الاميركية في بيروت ودرس التصميم الغرافيكي، ويقول ان دراسته اهلته "ان يتعرف على تقنيات عدة في الرسم والتصميم" وبعد مرحلة الرسم على القمصان، يشرح انه انتقل الى رسم النساء بالأسود والأبيض على مدى 20 عاما، ويقول إن لوحاته كانت تبدو "كالصور الفوتوغرافية ". وفي منتصف التسعينات، ذاع صيته كفنان وشم على الأجسام. ويضيف "بعدما أتقنت رسم المرأة وتقنياته، بدأت ارسم قصصا. كل لوحة ارسمها حاليا صارت تروي قصة". ويختم قائلا "بات لدي ما اقوله. تغيرت طريقة تعبيري". ___________ * للتواصل مع هادي www.hadybeydoun.com