اكدت باريس أمس انها ستواصل العمل مع حلفائها في «حلف شمال الاطلسي» في افغانستان من اجل مصلحة الشعب الافغاني، وذلك رداً على تهديد زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن، في تسجيل صوتي بثته قناة «الجزيرة» القطرية أمس، فرنسا بدفع ثمنٍ غالٍ بسبب سياسة رئيسها نيكولا ساركوزي في هذا البلد، مشترطاً انسحاب جنودها من هذا البلد لإطلاق رهائنها المحتجزين في العالم، وهم ثمانية بينهم خمسة في منطقة الساحل الافريقي واثنان في افغانستان وآخر في الصومال. وقال بن لادن متوجهاً للشعب الفرنسي: «موقف رئيسكم ساركوزي الرافض للانسحاب سيكلفكم غالياً داخل بلادكم وخارجها... رسالتنا لكم واحدة في الامس واليوم: تحرير اسراكم من ايدي اخواننا مرهون بخروج جنودكم من بلادنا». وسأل: «هل اخراج جنود ادولف هتلر (الزعيم النازي) من بلادكم بطولات، فيما مغادرتهم (جنود فرنسا) افغانستان ارهاب؟»، واستدرك: «رفض رئيسكم الخروج من افغانستان نتيجة تبعيته لأميركا، هو ايضاً ضوء اخضر لقتل اسراكم فوراً كي يتخلص من تداعيات قضيته، لكننا لن نفعل ذلك في الوقت الذي يحدده». وزاد: «لا يخفى عليكم ان حجم ديونكم وضعف موازناتكم في غنى عن فتح جبهات جديدة». وردت الخارجية الفرنسية على رسالة بن لادن بأن باريس «مصممة» على مواصلة مهمتها في افغانستان. وقال الناطق باسم الوزارة: « نلتزم العمل مع شركائنا في الحلف الاطلسي (ناتو) للمساهمة في اعادة الاستقرار وارساء السلام والتنمية في افغانستان». واضاف: «نعمل من دون توقف للإفراج عن مواطنينا المحتجزين كرهينتين في افغانستان مثل رهائن فرنسيين آخرين في العالم. كل اجهزة الدولة في باريس تعمل بكل طاقاتها لهذه الغاية». وأكدت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري خلال زيارتها مدينة سديروت جنوب اسرائيل، انها تفكر في الرهينتين الفرنسيين في افغانستان، وتعمل يومياً للإفراج عنهما، علماً ان حركة «طالبان» الافغانية اتهمت مطلع السنة باريس بعدم الاكتراث لمطالبها من اجل اطلاق الصحافيين المحتجزين منذ 30 كانون الاول (ديسمبر) 2009 واللذين تزعم الحركة انهما «جاسوسان»، وهو ما نفته باريس. وفي تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، حذر بن لادن في رسالة صوتية فرنسا، مطالباَ اياها بسحب قواتها من «الحرب المشؤومة التي اطلقها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في افغانستان». ورد الرئيس الفرنسي بأن بلاده «لا تقبل بأن يملي احد عليها سياستها، خصوصاً الارهابيين»، علماً انه كان رفض شروط «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» لاطلاق فرنسيين. واعدم التنظيم الفرنسيين فانسان ديلوري وانطوان دو ليوكور في مالي قرب الحدود مع النيجر في الثامن من الشهر الجاري، غداة خطفهما في احد مطاعم نيامي، ثم حذرت اليو ماري من مواجهة فرنسا «خطراً وشيكاً» لخطف رعايا لها في شمال مالي.