استقبل العشرات من أهالي الاسرى في قطاع غزة وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال أليو - ماري بالبيض والأحذية احتجاجاً على ما نُقل عنها من وصف استمرار احتجاز الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت بأنه «جريمة حرب»، في وقت سعت وزارة الخارجية الفرنسية الى التقليل من شأن ما جرى من خلال التأكيد ان اقوال الوزيرة نقلت بشكل «غير دقيق». وكانت الوزيرة الفرنسية توجهت امس الى قطاع غزة حيث اعترض موكبها العشرات من المتظاهرين قرب حاجز بيت حانون (ايريز) وعطلوا مرورها لنحو ربع ساعة، ورفعوا لافتات باللغة الانكليزية قالوا فيها انها «غير مرغوب فيها» و«اخرجي من غزة». وبعد نحو ساعة، تعرضت سيارة الوزيرة الى الرشق بالبيض والاحذية، كما اعترض طريقها العشرات اثناء مغادرتها مقر «وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (اونروا)، قبل ان تتوجه الى مستشفى القدس المدمر اثناء الحرب الاسرائيلية، والذي تموّل فرنسا اعادة بنائه. وروّجت اسرائيل انباء عن اصابة الوزيرة ونقلها الى مستشفى اسرائيلي، غير ان المستشفى عاد ونفى ذلك، مشيرا الى ان احد مرافقي الوزيرة هو الذي اصيب. وقاطع رجال الاعمال الفلسطينيين حفلة استقبال للوزيرة وارسلوا مبعوثاً عنهم لابلاغها احتجاجهم. وعبرت والدة احد الاسرى ل «الحياة» عن غضبها من تصريحات أليو ماري، متهمة إياها بالانحياز الى اسرائيل، ودليلها الى ذلك «وصفها استمرار اسر شاليت بأنه جريمة حرب من دون الاشارة الى الاسرى الفلسطينيين، وعقد لقاء مع اسرته لانه يحمل الجنسية الفرنسية من دون عقد لقاء مماثل مع اسرة الاسير الفلسطيني صلاح الحموري الذي يحمل الجنسية الفرنسية ايضا، وزيارتها بلدة سديروت الاسرائيلية التي تُستهدف بصواريخ فلسطينية من دون ان تزور المناطق المدمرة اثناء العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة». ولم تشفع للوزيرة الفرنسية التصريحات التي أطلقتها خلال لقائها مسؤولين إسرائيليين ودعت فيها الى رفع الحصار عن قطاع غزة، مضيفة ان الاتحاد الاوروبي يعتبر حدود 1967 اساس المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وفي وقت لاحق، سعى الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برناد فاليرو الى التقليل من شأن التظاهرات ضد الوزيرة، مشيرا الى ان ما حصل نجم عن «اقوال غير دقيقة» نسبتها الاذاعة الاسرائيلية للوزيرة قبل ان تعمد الاذاعة الى تصحيحها لاحقا. وقال ان أليو - ماري توجهت الى غزة في زيارة هي الاولى لوزير فرنسي منذ عام 2005 لتأكيد التزام فرنسا الى جانب «الغزيين»، وهو التزام قال انه يظهر ايضا من خلال وجود مركز ثقافي فرنسي في القطاع، اضافة الى التمويل الفرنسي لاعادة اعمار مستشفى القدس. وهذه ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها وزير فرنسي الى الاهانة في الاراضي الفلسطينية، اذ سبق ان رشق طلاب جامعة بيرزيت رئيس الحكومة الفرنسية ليونيل جوسبان بالحجارة عام ألفين احتجاجاً على موقفه من المقاومتين الفلسطينية واللبنانية. رغم ذلك، يذكر الفلسطينيون الحفاوة التي استقبلوا بها الرئيس السابق جاك شيراك لدى زيارته غزة قبل عشر سنوات تقديرا للسياسة الخارجية ازاء قضيتهم في عهده. ومن المقرر ان تلتقي أليو - ماري الرئيس محمود عباس اليوم، موضحة انها ستؤكد له مجددا «الدعم الحازم لفرنسا ورئيسها نيكولا ساركوزي لاقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة وقابلة للعيش وديموقراطية من الأن وحتى نهاية عام 2011 وفقا للهدف الذي حددته اللجنة الرباعية».