لندن - يو بي آي - أعلنت وزارة الداخلية البريطانية أمس، أنها حظرت القس الأميركي تيري جونز، الذي هدد بإحراق نسخ من المصحف الشريف من دخول المملكة المتحدة، فيما تعهد الأخير باستئناف القرار. وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن القس جونز كان يخطط لزيارة المملكة المتحدة بدعوة من جماعة يمينية متطرفة تسمي نفسها «إنكلترا لنا» لإلقاء كلمة أمام أنصارها. وأضافت أن وزارة الداخلية البريطانية أعلنت أن القس جونز «لا يستطيع الدخول إلى المملكة المتحدة لأنها تعارض التطرف بكل أشكاله». ونسبت «بي بي سي» إلى ناطق باسم الوزارة قوله إن «العديد من التصريحات التي أدلى بها القس جونز هي دليل على سلوكه غير المقبول، كما أن المجيء إلى المملكة المتحدة هو امتياز وليس حقاً ونحن لسنا على استعداد للسماح بدخول أولئك الذين لا يعتبر وجودهم يخدم الصالح العام». وتعهد القس جونز باستئناف قرار منعه من زيارة المملكة المتحدة، وأبلغ شبكة «سكاي نيوز» أنه «يشعر بخيبة أمل بسبب الحظر وسيعمل على إلغاء هذا القرار عبر الوسائل القانونية، على أرضية أن لديه أقرباء يعيشون في المملكة المتحدة». وقال جونز: «سنطلب إعادة النظر في قرار الحظر، لأننا نشعر أنه ضد حقوق الإنسان والسفر وحرية التعبير، ونحن لسنا ضد المسلمين ولسنا ضد الإسلام، بل ضد العناصر المتطرفة في الإسلام». وكان القس الأميركي أثار ردود فعل دولية غاضبة حين دعا إلى إحراق نسخ من المصحف الشريف تزامناً مع الذكرى التاسعة 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في الولاياتالمتحدة، جعلته يتخلى عن خطته. في غضون ذلك، أعلنت الشرطة البريطانية أنها اعتقلت رجلاً لإحراقه نسخة من القرآن خلال تظاهرة معادية للإسلام في مقاطعة كامبريا. وأفادت وكالة أنباء «بريس أسوسييشن» البريطانية أن الشرطة «اعتقلت الرجل (32 سنة) بعدما وقف في شارع وسط مدينة كارلايل الأربعاء وردد هتافات ضد الإسلام أمام حشد من المتظاهرين، وقام بعد ذلك بإضرام النار في نسخة من القرآن الكريم كان يمسك بها بيده قبل أن يرميها على الأرض ويلوذ بالفرار». وأضافت أن دورية من الشرطة البريطانية حضرت إلى المكان بعد فترة قصيرة من وقوع الحادث، وفتحت تحقيقاً حوله. ونسبت الوكالة إلى ناطق باسم شرطة كامبريا قوله إن عناصر الدورية «جمعت مخلفات الكتاب وألقت القبض على رجل للاشتباه في استخدامه تعابير ذات طبيعة عنصرية، ولا يزال محتجزاً لديها رهن التحقيق». وكانت الشرطة البريطانية اعتقلت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، طالبة مراهقة في الخامسة عشرة من العمر لإحراقها نسخة من المصحف الشريف، لكن الادعاء العام أعلن مطلع الشهر الجاري أنه لن يتخذ أي إجراء في حقها. كما اعتقلت الشرطة البريطانية في أيلول (سبتمبر) الماضي، ستة أشخاص بتهمة التحريض على الكراهية العنصرية بعد ظهورهم في شريط فيديو على شبكة الانترنت وهم يحرقون نسخاً من المصحف الشريف في مدينة غيتسهيد بمقاطعة نورثامبريا، وأخلت سبيلهم لاحقاً بكفالة بانتظار إجراء المزيد من التحقيقات.