تصاعدت الهجمات على مراكز الشرطة في العراق خلال الأسبوع الجاري، وسط خلافات سياسية مستعصية على ملء الحقائب الوزارية الأمنية الشاغرة. وقبل شهرين، تقريباً من موعد انعقاد القمة العربية في بغداد. وبعد أقل من 24 ساعة على تفجير انتحاري استهدف متطوعين في الشرطة وراح ضحيته عشرات القتلى والجرحى، استهدف هجومان جديدان أمس مقراً لقوة حماية المنشآت، وموكباً للشيعة. وأكدت مصادر أمنية وطبية مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة ثمانين في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفتا مقراً أمنياً، وموكباً للشيعة في محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد. وأضافت المصادر أن «13 شخصاً من عناصر حماية المنشآت قتلوا وأصيب 64 في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدفت مقراً للقوة في حي بعقوبة الجديدة (وسط) أمس». وقال مصدر أمني إن «الانتحاري كان يقود سيارة إسعاف فجرها عند مدخل المقر». وأوضح أن «الانتحاري وصل بسيارة الإسعاف إلى مدخل المقر بعد اتصال هاتفي من شخص ادعى انه من دائرة الصحة في محافظة ديالى طالباً تسهيل مهمته». وفرضت السلطات حظر تجول في المدينة تزامناً مع انتشار واسع للقوات الأميركية والأمنية العراقية. وأدى الانفجار إلى وقوع أضرار جسيمة في المقر وأحدث حفرة كبيرة. كما أصيب عدد كبير من المرضى في مستشفى البتول الخاص بالنساء والأطفال المجاور للمقر، جراء تطاير الزجاج. وأصيب ثلاثة أطفال ومدرِستهم بينما كانوا في روضة مجاورة للمقر. وفي هجوم انتحاري آخر، قتل عراقيان على الأقل، وأصيب 16، بينهم نائب محافظ ديالى صادق الحسيني وثلاثة من أفراد حمايته في تفجير سيارة مفخخة استهدفت موكباً للشيعة. وأوضح مصدر أمني أن «الانتحاري فجر نفسه في غرب بعقوبة، بينما كان الموكب في طريقه إلى كربلاء». وأشار إلى أن الهجوم وقع لدى تفقد الحسيني الموكب على الطريق العام. وتابع أن بين الجرحى اثنين من الإعلاميين العاملين في «تلفزيون ديالى». وأدى الانفجار إلى اندلاع حريق في محطة وقود قريبة. وقد بدأت المواكب الحسينية التوجه إلى كربلاء لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين التي تصادف الثلثاء المقبل. وكان حشد للمتطوعين في صفوف الشرطة في تكريت تعرض لهجوم انتحاري أول من أمس بواسطة حزام ناسف، ما أدى إلى مقتل خمسين شخصاً على الأقل وإصابة نحو 150 غالبيتهم العظمى من الشبان المتطوعين. وأعلن احمد عبد الله عبد محافظ صلاح الدين أن «مجلس المحافظة قرر إقالة مدير الشرطة في تكريت العقيد ابراهيم الجبوري ومدير النجدة العميد محمد مجيد»، في أعقاب الهجوم الانتحاري.