استهدفت هجمات انتحارية جديدة في العراق أمس مقراً لقوة حماية المنشآت وموكباً للشيعة في ديالى غداة اعتداء أودى بحياة خمسين شخصاً على الأقل، غالبيتهم من المتطوعين في الشرطة في تكريت. وتأتي هذه الهجمات بعد اقل من شهر على تشكيل حكومة وحدة وطنية ما زالت حقائبها الأمنية موضع خلافات مستعصية بين الأطراف الرئيسية المشاركة في العملية السياسية. وأعلنت مصادر أمنية وطبية مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة نحو ثمانين آخرين في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفتا مقراً أمنياً، وموكباً للشيعة في محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد. وقالت إن «13 شخصاً من عناصر حماية المنشآت قتلوا وأصيب 64 في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدفت مقراً للقوة في حي بعقوبة الجديدة». وأكد الطبيب فراس الدليمي في مستشفى بعقوبة العام هذه الحصيلة. وأوضح مصدر امني أن «الانتحاري كان يقود سيارة إسعاف فجرها عند مدخل المقر». وقال إن «الانتحاري وصل بسيارة الإسعاف إلى مدخل المقر بعد اتصال هاتفي من شخص يدعي انه من دائرة الصحة، طالباً تسهيل مهمته». وفرضت السلطات حظر تجول في المدينة تزامناً مع انتشار واسع للقوات الأميركية والأمنية العراقية. وأدى الانفجار إلى وقوع أضرار جسيمة في المقر وأحدث حفرة كبيرة. كما أصيب عدد كبير من الأشخاص في مستشفى البتول الخاص بالنساء والأطفال المجاور للمقر، جراء تطاير الزجاج. وأصيب ثلاثة أطفال ومدرِستهم، بينما كانوا في روضة للأطفال مجاورة للمقر أيضاً، وفقاً للمصدر. وقالت سمية صابر (53 سنة) بينما كانت ممدة فوق سرير في مستشفى بعقوبة لإصابتها بجروح بالغة في رأسها «كنت في طريقي إلى السوق على مسافة نحو مئة متر عن المقر عندما وصلت سيارة الإسعاف». وأضافت «حاول الحراس التحدث إلى سائقها لكن فجأة دوى انفجار هائل». وفي هجوم انتحاري آخر، قتل شخصان على الأقل وأصيب 16، بينهم نائب محافظ ديالى صادق الحسيني وثلاثة من أفراد حمايته في تفجير سيارة مفخخة استهدفت موكباً للشيعة، وفقاً لمصدر امني. وأوضح أن «الانتحاري فجر نفسه غرب بعقوبة بينما كان الموكب في طريقه إلى كربلاء». وأشار إلى أن الهجوم وقع لدى تفقد الحسيني الموكب على الطريق العام. وأكد أن بين الجرحى اثنين من الإعلاميين العاملين في «تلفزيون ديالى». وقال زيد عصام (37 سنة) احد المصابين بساقه وبطنه جراء الهجوم «كنت في خيمة استراحة على الطريق عندما وصل مسؤول برفقة سيارات دفع رباعي ومعه حراس». وأضاف «بعد نزوله حاولت سيارة مدنية في الجانب الآخر من الطريق الاقتراب بسرعة من المكان (...) لكن، الحواجز الأمنية أوقفتها فانفجرت وتطاير كل شيء ووجدت نفسي هنا على السرير». وأدى الانفجار إلى اندلاع حريق في محطة وقود قريبة. وبدأت المواكب الحسينية التوجه إلى كربلاء لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين التي تصادف الثلثاء المقبل. ومحافظة ديالى كبرى مدنها بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد)، من المناطق المتوترة في العراق نظراً إلى تركيبتها السكانية المتعددة القوميات والطوائف. وتعرض حشد للمتطوعين في الشرطة في تكريت صباح الثلثاء لهجوم انتحاري بواسطة حزام ناسف ما أدى إلى مقتل 60 شخصاً على الأقل وإصابة نحو 150 آخرين، غالبيتهم العظمى من الشبان المتطوعين. وأعلن احمد عبد الله عبد، محافظ صلاح الدين، أن «مجلس المحافظة قرر إقالة مدير الشرطة في تكريت العقيد ابراهيم الجبوري ومدير النجدة العميد محمد مجيد، في أعقاب الهجوم الانتحاري.