كشف زعماء الاتحاد الأوروبي أمس (الخميس) أكثر خططهم الدفاعية طموحاً على مدى عقود، ووافقوا على إنشاء صندوق للتسليح ببلايين اليورو، والتمويل المشترك لمهمات عسكرية، والسماح بتشكيل تحالف من الأعضاء الراغبين في القيام بمهمات أخرى في الخارج. تأتي هذه الخطة الطموحة بعدما أدى التوتر المتزايد مع موسكو وانكفاء واشنطن على شؤونها الداخلية إلى دفع حكومات أوروبا إلى مواجهة انقسامات حادة في شأن التعاون العسكري. ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ألقى بثقله خلف الدفاع الأوروبي المشترك خلال حملته الانتخابية، الخطوات المتخذة اليوم بأنها: «تاريخية» وقال إن «الزعماء يتصدون بها للتحديات الأمنية التي تواجه أوروبا». وعلى رغم تواضعها بالقياس إلى المعايير الأميركية، فمن الممكن أن تنعش الاجراءات الصناعات الدفاعية الأوروبية الضعيفة وتسمح للاتحاد بإرسال المزيد من قوات حفظ السلام إلى أماكن الاضطرابات، وتبعث رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مفادها أن «التكتل الأوروبي يريد أن يدفع المزيد من أجل أمنه». وقالت المفوضية الأوروبية إن الصندوق الدفاعي سيستقبل 1.5 بليون يورو على الأقل (1.69 بليون دولار) سنوياً لموازنة التكتل لأغراض البحث وشراء الأصول. ومن المتوقع أن تساهم هذه الأموال في شراء وتطوير طائرات مروحية وطائرات من دون طيار ومجموعة متنوعة من الأسلحة. وقال مسؤولون في الاتحاد إن الصندوق قد يجمع حوالى 5.5 بليون يورو سنوياً بعد العام 2020، إذا بادر عدد كاف من الحكومات بدفع مساهماتها. وبعد حوالى عقدين من إسهام فرنسا وبريطانيا في تشكيل سياسة خارجية أوروبية مشتركة، تواجه القارة مجموعة من التهديدات الأمنية على رأسها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وروسيا التي سيطرت على شبه جزيرة القرم في أوكرانيا.