أكد نائب وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز أن مشكلة البيئة في محافظة جدة مشكلة تراكمية، ولمعالجتها يجب التعاون بين الجهات كافةً، مشيراً إلى أن الوزارة أنشأت برنامجاً مختصاً في صحة البيئة يندرج تحت الاهتمام بالوضع البيئي، ووضعت أنظمةً واشتراطات صحية وفنية تتوافق مع النظم والمعايير العالمية». وأوضح خلال افتتاحه لفعاليات ملتقى « إعداد خطة موسعة لحماية البيئة» الذي انعقد أمس في جدة أن السعودية ليست بمعزل عن العالم، ومن الطبيعي الاستعانة بالخبرات الأجنبية، بهدف وضع تصور عام يحدد منهجية العمل، ويعالج ما يحقق تطلعات ولاة الأمر بالنسبة للوضع البيئي في جدة، وبناء عليه تم عقد العديد من الاتفاقيات الدولية والإقليمية المختلفة في المجال البيئي، مؤكداً على الدور الريادي الذي تقوم به الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، بوضعها نظاماً عاماً للبيئة، ولائحته التنفيذية، بهدف تنمية العمل البيئي في المجتمع من خلال التخطيط الشامل. وأشار إلى أن البيئة وقضاياها وإدارتها وحمايتها أصبحت تستقطب اهتمام العالم في الوقت الحاضر، وأضحت الكثير من بلاد العالم تواجه مشكلات تراجع وتناقص ثرواتها من الموارد الطبيعية، وظهرت الكثير من مشاكل التلوث البيئي وخطر الانقراض للعديد من الكائنات الحية. من جانبه، أوضح أمين جدة المهندس عادل بن محمد فقيه أن الاتجاهات المتزايدة للتحضر والنمو المطرد في المدن الكبرى ولّدت العديد من المشاكل مثل البطالة والفقر والعشوائيات والتدهور في مستوى الإمداد بالخدمات الحضرية وانتشار الملوثات المختلفة مثل تلوث الهواء والماء والمياه الجوفية والشواطئ، وتلوث المحاصيل الزراعية بمياه الصرف الصحي. وقال «إن التلوث البيئي تنامى في محافظة جدة ووصل إلى مستويات توجب علينا وقفةً جادةً نتكاتف فيها معاً أمام هذا التحدي الكبير لنعمل على إيجاد حلول ناجحة من خلال منظومة عمل تشارك فيها جميع الجهات ذات العلاقة بالبيئة». وأضاف أن هذا الملتقى هدف إلى إطلاق مشروع إعداد الخطة الموسعة لحماية البيئة التي تشمل تلوث الهواء، والنفايات، وموارد المياه، والموارد الطبيعية، والمناطق المفتوحة، والحياة الفطرية، وسط مشاركة فاعلة من الأطراف المعنية بقضايا البيئة، لافتاً إلى أن الملتقى يسبق إطلاق مسودة الخطة الإستراتيجية لمحافظة جدة التي خصصت فصلاً مهماً لقضايا البيئة. وأشار إلى أن من أمثلة التجارب المحلية في السعودية تجربة أمانة منطقة الرياض في إعداد خطة تنفيذية لحماية البيئة في المنطقة بالتعاون مع 21 جهة حكومية، وفي الصين وفي دول عدة تم إعداد خطة خمسية لحماية البيئة تحدد الخطوط العامة والمهام والإجراءات الرئيسة للحكومة لمعالجة التلوث البيئي. بدوره، استعرض مساعد وكيل الأمين للخدمات لشؤون البيئة في أمانة جدة الدكتور محمد بن إسماعيل عبد السلام المهام التي تم وضعها وما يتعلق بتطوير خطة موسعة لحماية البيئة وإدارة شاملة لها مدعمة بمؤشرات لحماية البيئة . وقال إن الدراسات تشير إلى ما وصلت إليه جدة من تلوث بالشواطئ ما يتطلب وضع إستراتيجية للحد من التلوث الناجم عن النشاطات المختلفة، منوهاً بأن مشاكل البيئة كتلوث البحيرات والهواء، ووجود المصبات غير النظامية تعد مشاكل متشعبة ومتداخلة بين العديد من الجهات، وهو ما يتطلب تكاتف ذوي العلاقة للحد منها ووضع الحلول لها. وقال هناك خمس مراحل للخطة تتمثل في التحضير والبدء والتقييم ووضع الأولويات ثم التطوير وآلية التنفيذ ومراقبة وتقييم النتائج. موضحاً أنها تشمل أنشطةً رئيسة مثل تحديد المشاركين والشركات وتعريفهم بمفاهيم التخطيط والإدارة، إضافةً إلى إعداد ملف بيئي، وتحديد وترتيب القضايا ذات الأولوية، أما الثالثة فتتمثل في إستراتيجية وتخطيط العمل التي تمتد من 18 إلى 36 شهراً وتعتمد على التحليل والمناقشة والتفاوض.