أفاد بيان للجيش العراقي بأن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) فجر مسجد النوري الكبير ومنارته الحدباء الشهيرة في الموصل أمس (الأربعاء)، مع اقتراب القوات العراقية الساعية لطرد التنظيم من المدينة من موقع المسجد. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على موقعه الإلكتروني: «تفجير داعش لمنارة الحدباء وجامع النوري إعلان رسمي لهزيمتهم». وأشارت وكالة «أعماق» للأنباء المرتبطة بالتنظيم، إلى أن «طائرات أميركية هي التي دمرت المسجد». ونفى التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد التنظيم تلك المزاعم. وقال الناطق باسم التحالف الكولونيل جون دوريان: «لم ننفذ ضربات في تلك المنطقة». وأوضح الميجر جنرال بالجيش جوزيف مارتن الذي يقود الوحدات البرية في القوات المشتركة للتحالف، أن «مسؤولية هذا الدمار يقع بالتأكيد على عاتق داعش». ووزع المكتب الإعلامي التابع للجيش العراقي صورة التقطت من طائرة يبدو فيها المسجد ومنارته وقعوا سوياً على الأرض، وسط منازل صغيرة بالمدينة القديمة، وهو حي تاريخي تحاصر فيه القوات العراقية المتشددين. وقال الجيش العراقي في بيانه إن «عصابات داعش الإجرامية ارتكبت جريمة تاريخية أخرى بنسف مسجد النوري ومنارته الحدباء التاريخية»، موضحاً أن الانفجارات وقعت مع اقتراب وحدات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية التي تزحف للسيطرة على المدينة القديمة إلى مسافة 50 متراً من المسجد. وكشف ناطق باسم الجيش العراقي أن التفجير وقع الساعة 09:35 مساء بالتوقيت المحلي (18:35 بتوقيت غرينيتش). ووصف مارتن تدمير المسجد بأنه «جريمة ضد شعب الموصل والعراق». وطوقت القوات العراقية الثلثاء الماضي معقل التنظيم في المدينة القديمة، وهي آخر منطقة تحت سيطرة «داعش» في الموصل. ونصب البغدادي نفسه خليفة للمسلمين من المسجد في الرابع من تموز (يوليو) 2014 بعدما اجتاح التنظيم مناطق من العراق وسورية. وكانت خطبة البغدادي في المسجد للمرة الأولى يكشف فيها عن نفسه، ولا يزال الفيديو الذي بث وقتها التسجيل الوحيد له حتى اليوم. وعبر مسؤولون عراقيون في وقت سابق عن أملهم في السيطرة على المسجد قبل عيد الفطر الذي يحل في العراق يوم 25 أو 26 حزيران (يونيو) الجاري. وسمي المسجد باسم نور الدين زنكي الذي حارب الصليبيين في القرن ال 12، وشيد في عامي 1172 و 1173 بعد وفاة زنكي بوقت قصير. وعندما زاره الرحالة الشهير ابن بطوطة بعد قرنين من الزمان، كان بدأ انعطاف المنارة، ولهذا السبب أطلق عليها اسم الحدباء.