تشهد شرم الشيخ عدداً كبيراً من المكامن الأمنية تتوزع على الطرقات وعند مداخل الفنادق الكبرى المنتشرة في المنتجع المصري الأشهر، ولا يكاد يخلو كيلومتر واحد في الطريق الرئيس المؤدي إلى قاعة المؤتمرات من نقطة أمنية تدقق الهويات على غير ما اعتاده السكان والسياح إلا عند استضافة مؤتمر دولي أو إقليمي كالقمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي تُعقد اليوم برئاسة الرئيس حسني مبارك ويشارك فيها 11 من قادة الدول العربية بدأوا التوافد إلى مصر أمس. وباتت المدينة «في عهدة الأمن حتى يكتمل وداع القادة العرب» خصوصاً أن طبيعتها خطرة، إذ تمتد على جانبي طرقها صحارى وجبال مترامية كانت في سنوات ماضية مصدراً لإرهاب مجهول سعى لضرب السياحة المزدهرة فيها. وينتشر في دروب هذه الجبال والوديان أفراد من الشرطة السرية لرصد كل حركة على الطرقات أو مداخل الفنادق الكبرى. واشتكى سائق التاكسي محمد رمضان من المكامن واعتبر أن أيام القمم والمؤتمرات في شرم الشيخ كالعطلة... لكن من دون راحة». وقال «هذه المؤتمرات أمنت الشهرة لشرم الشيخ، لكنها حملت معها الإزعاج ووقف الحال». وقال مسؤول أمني في محافظة جنوبسيناء «إن حوالى 6 آلاف ضابط وشرطي كلفوا تأمين المدينة خلال عقد القمة وأعمالها التحضيرية»، مشيراً إلى أن تشديد إجراءات الأمن أمر طبيعي خصوصاً بعدما ضرب الإرهاب الإسكندرية مع بداية السنة الجديدة. وازدانت شوارع شرم الشيخ بأعلام الدول العربية وخصصت الدولة المضيفة عدداً من الفيلات والقصور الصغيرة في فندق «غراند روتانا»، القريب من مقر القمة، لإقامة الزعماء والقادة العرب. ومع أن القمة خُصصت لمناقشة القضايا الاقتصادية إلا أن الجانب السياسي لن يغيب عنها في ظل أزمات تعصف بغير بلد عربي. وعلى رغم أن التطورات في تونس ليست مطروحة على جدول الأعمال إلا أنها هيمنت على أروقتها وبدت خلفياتها حاضرة في ذهن معدي قراراتها. وفي اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس انطلقت تحذيرات من خطورة «تحديات حقيقية تواجه الأمن القومي العربي» وحسرات على «دول تتفكك وشعوب تنتفض وحقوق تضيع» وتأكيدات بأن «التنمية هي المدخل الرئيس لمعالجة المشكلات السياسية والأمنية». ومن المقرر أن يؤكد القادة العرب اليوم في «إعلان شرم الشيخ» أن «مواجهة التحديات التنموية لا تقل في أهميتها عن مواجهة التحديات السياسية القائمة، وكلها تؤثر في حاضر ومستقبل أمتنا العربية وأمنها». ويُشارك في قمة اليوم قادة مصر والكويت والعراق وقطر والسودان والجزائر واليمن وليبيا وجزر القمر وجيبوتي والصومال، فيما يمثل السعودية وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل وسورية رئيس الوزراء ناجي عطري وتونس وزير الخارجية كمال مرجان ولبنان وزير الاقتصاد محمد الصفدي.