بايع السعوديون أمس الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، خلفاً للأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وذلك بعد اختياره من الملك سلمان بن عبدالعزيز، وموافقة غالبية الأصوات في هيئة البيعة على ذلك. اذ اختار 31 عضواً من 34 من أعضاء هيئة البيعة الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، مسجلين بذلك أكبر إجماع داخل الهيئة، عملاً بنظام هذه المؤسسة التي أصبحت ركناً متيناً في أعمدة الأسرة الحاكمة في المملكة. وحظي تعيين ولي العهد الجديد نائب رئيس مجلس الوزراء، والذي بقي في منصبه كوزير للدفاع، بمبايعة ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف في قصر الصفا بمكةالمكرمة، داعياً الله عز وجل له بالتوفيق والعون والسداد. وكان أمر ملكي صادر صباح أمس (الأربعاء) قال إنه بناءً على ما اطلع عليه أعضاء هيئة البيعة من مبررات وتأييد أعضاء هيئة البيعة بالأغلبية العظمى وذلك بأغلبية 31 من 34 صوتاً، وعملاً بتعاليم الشريعة الإسلامية فيما تقضي به من وجوب الاعتصام بحبل الله والتعاون على هداه، والحرص على الأخذ بالأسباب الشرعية والنظامية، لتحقيق الوحدة واللحمة الوطنية والتآزر على الخير، وانطلاقاً من المبادئ الشرعية التي استقر عليها نظام الحكم في السعودية، ورعاية لكيان الدولة ومستقبلها وضماناً - بعون الله تعالى - لاستمرارها على الأسس التي قامت عليها لخدمة الدين ثم البلاد والعباد، وما فيه الخير لشعبها الوفي، يعفى الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز من ولاية العهد، ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ومنصب وزير الداخلية، واختيار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيراً للدفاع، واستمراره فيما كلف به من مهمات أخرى. وبناءً على دعوة خادم الحرمين الشريفين بمبايعة ولي العهد، تلقى الأمير محمد بن سلمان مبايعة الأمراء والعلماء والأعيان في قصر الصفا بعد صلاة التراويح، كما وجّه خادم الحرمين أمراء المناطق بتلقي مبايعة المواطنين نيابةً عن ولي العهد الجديد في مناطقهم، تسهيلاً على المواطنين من مشقة السفر إلى مكةالمكرمة. وتلقى الملك سلمان تهاني من رؤساء ونواب رؤساء وأولياء عهود دول عدة، كما أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصالاً بولي العهد الامير محمد بن سلمان هنأه على اختياره ولياً للعهد، وتطلع لأن يسهم اختياره في ترسيخ الشراكة السعودية - الأميركية. كما جرى خلال الاتصال بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية. وجاء في بيان للبيت الابيض أن ترامب والامير محمد بن سلمان «بحثا أولوية قطع كل أشكال الدعم للإرهابيين والمتطرفين بالإضافة إلى كيفية حل النزاع الراهن مع قطر. كما بحثا جهود تحقيق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين». وتلقى ولي العهد أيضاً اتصالات تهنئة من كل ملك البحرين حمد بن عيسى، وملك الأردن عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس الجيبوتي إسماعيل بن عمر جيله، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، كما تلقى برقية تهنئة من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن صالح، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي. إلى ذلك، رحبت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية باختيار الملك سلمان بن عبدالعزيز للأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، وقالت في بيان لها: «نرحب بهذا الاختيار الموفق لما عرف عن سموه الكريم من الحرص التام على خدمة دينه ووطنه وأمته، كما ننوه بتأييد هيئة البيعة لهذا الاختيار الموفق، وبمبايعة الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد على كتاب الله وسنة رسوله، وذلك دليل على ما تحظى به المملكة ولله الحمد من اجتماع للكلمة ووحدة للصف، سائلين الله تعالى لولي العهد العون والتوفيق في ما أوكل إليه ولي الأمر من مهمات جسام، وبإذن الله هو خير من يقوم بها». وقفز مؤشر الأسهم المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) بعد اختيار الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، وإعادة جميع البدلات والمكافآت والمزايا المالية لموظفي الدولة من مدنيين وعسكريين بأثر رجعي، لتسجل معظم الأسهم المدرجة ارتفاعات جيدة، منها أسهم عدة ارتفعت أسعارها بالنسبة القصوى المسموح بارتفاعها وهي 10 في المئة. وفي نهاية جلسة أمس، حقق المؤشر العام للسوق المالية السعودية قفزة دفعته الى تخطي مستوى 7 آلاف نقطة، وهي أكبر زيادة للمؤشر منذ نهاية تعاملات 25 آب (أغسطس) 2015.