للمرة الأولى انتقلت الإيقاعات التي يطلقها من يجوبون الشوارع ليلاً ممسكين بطبلة صغيرة وعصا لإيقاظ الناس وقت السحور، إلى المسرح المكشوف في دار الأوبرا المصرية لتقدَّم في شكل احترافي يعكس أجواء الشهر، ضمن سهرة رمضانية لفرقة عازف الإيقاع المصري سعيد الأرتيست المكونة من 40 عازف إيقاع، قدموا معاً استعراضات على الآلات الإيقاعية المتباينة، بما يبرز أهمية تلك الآلات في الموسيقى بشكل منظم تفاعل معه الجمهور عبر التصفيق على دقات الإيقاع. بدأ الأرتيست الحفلة بموسيقى المسحراتي التي أعدها خصيصاً لشهر رمضان وقدمها بطبلة المسحراتي التقليدية، ثم حان دور ثلاث فتيات احترفن العزف على الطبلة الشرقية ليؤكدن أن السيدات يستطعن الإبداع على الآلات الصعبة التي لطالما ارتبطت بالرجال. وفي فقرة ثانية، أبهر الجمهور طفلان لم يتعد عمرهما ثماني سنوات وهما آدم وريم من فصل الإيقاع في مركز تنمية المواهب، كما قدم عازف الكولة الشهير عبدالله كولة حواراً موسيقياً مع الإيقاع تلاه عرض للآلات الشعبية المصرية والتراثية، منها الربابة والمزمار. وصاحبت الموسيقى رقصة التنورة كرسالة للحفاظ على الهوية والتراث الشعبي المصري. وفي موازاة ذلك، كان المسرح الصغير لدار الأوبرا يحتفي بالتراث الموسيقي السوداني ضمن الليالي الرمضانية التي تنظمها دار الأوبرا بالتعاون مع سفارات الدول العربية والإسلامية. وبدأت الحفلة بكلمة للسفير السوداني في القاهرة عبدالمحمود عبدالحليم أكد خلالها «عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين مصر والسودان، وفيهما شعب واحد تربطه ثقافة وادي النيل العظيم». بعدها قدم عدد من المنشدين والمداحين بملابسهم التقليدية مجموعة من القصائد والأناشيد الدينية باللهجة والموسيقيى السودانية. كما قدم عازف الكمان الشافعي شيخ ادريس مقطوعات من الموسيقى التراثية السودانية.