أعلن مفوّض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين أن ميليشيات مدعومة من الحكومة في الكونغو ارتكبت جرائم مروّعة دافعها عرقي. أتى ذلك بعدما أفادت الكنيسة الكاثوليكية في البلاد بأن قوات الأمن الحكومية وميليشيات مناهضة لها قتلت 3383 شخصاً في منطقة كاساي. ونقل الأمير زيد عن «لاجئين من قرى في منطقة كامونيا» قولهم إن ميليشيات «بانا مورا ارتكبت خلال الشهرين الماضيين جرائم قتل بالرصاص أو خطف أو حرق حتى الموت وتشويه، لمئات من القرويين، إضافة إلى تدمير قرى بأكملها». وأضاف في خطاب أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف: «شاهد فريقي أطفالاً بعمر لا يزيد على سنتين، بأطراف مقطوعة، وكثيرين من الرضع على أجسادهم آثار إصابات بأسلحة بيضاء وحروق بالغة». وزاد أن هذه الجرائم تشمل أيضاً بقر بطون حوامل. وكانت الكنيسة الكاثوليكية في الكونغو أعدّت تقريراً هو الأكثر تفصيلاً حتى الآن للعنف في البلاد، أفاد بأن قوات الأمن الحكومية وميليشيات مناهضة لها قتلت 3383 شخصاً في منطقة كاساي، منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ووَرَدَ في التقرير الذي يستند إلى مصادر خاصة في المناطق النائية المتاخمة لأنغولا، أن الجيش دمّر 10 قرى أثناء محاولته قمع حركة تمرد. كما اتهم ميليشيات «كاموينا نسابو» بقتل مئات وتدمير 4 قرى وبشنّ هجوم على ممتلكات للكنيسة، خلال عملية لطرد جنود حكوميين من المنطقة. وتصاعد القتال في كاساي في (آب) أغسطس الماضي، عندما قتل الجيش زعيماً محلياً كان يدعو القوات الحكومية إلى الخروج من المنطقة، ليدبر زعماؤها المحليون أمورها. وأعلن محققو الأممالمتحدة أنهم اكتشفوا حتى الآن في الكونغو نحو 42 مقبرة جماعية، فيما فرّ أكثر من 1.3 مليون شخص من القتال. في أفريقيا الوسطى وقعت الحكومة و13 من 14 جماعة مسلحة في البلاد، اتفاقاً لإنهاء صراع عرقي وديني أوقع آلاف القتلى. ويدعو الاتفاق الذي أُبرم بوساطة من جماعة «سانت إيجيديو» الكاثوليكية المعنية بالسلام (مقرها روما)، إلى وقف فوري للقتال والاعتراف بنتيجة انتخابات الرئاسة التي نُظمت العام الماضي. كما يدعو إلى حرية حركة المنظمات غير الحكومية. وقال مفاوضو «سانت إيجيديو» إن الجماعة المسلحة التي لم تحضر اجتماعات روما، هي من بين الميليشيات المحدودة وتُسمى «3 آر». وبرّروا غيابها بأسباب لوجستية، مشيرين الى أن الموقعين الآخرين واثقون من قدرتهم على إقناع هذه الجماعة بقبول الاتفاق. وتفاوضت جماعة «سانت إيجيديو»، المدعومة من الفاتيكان وإيطاليا، لإنهاء الحرب الأهلية في موزامبيق عام 1992، وتحاول منذ شهور التوسط لإحلال السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى التي تعاني من صراع ديني وعرقي منذ العام 2013، عندما استولى متمردو حركة «سيليكا» المسلمة على السلطة، ما أدى إلى عمليات انتقامية من ميليشيا «أنتي بالاكا» المسيحية. وأدى عنف بين الميليشيات في أيار (مايو) الماضي الى مقتل حوالى 300 شخص وتشريد 100 ألف، في أسوأ موجة نزوح في البلاد منذ العام 2013. وأعلنت الأممالمتحدة أن حوالى 2.2 مليون شخص، أي حوالى نصف السكان، يحتاجون الى مساعدة إنسانية.