تقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بإجراءات واسعة لصيانة ثوب الكعبة المشرفة، ليحتفظ برونقه وثبات أطرافه، التي منها إزالة العوالق الترابية وتلافي آثارها، وذلك تهيئةً للأجواء الروحانية والإيمانية بالحرمين الشريفين، وبذل كل ما من شأنه تقديم أرقى الخدمات لقاصديهما، ليؤدوا عبادتهم بطمأنينة وسهولة وراحة. وتأتي مهمة وحدة الخياطين داخل المسجد الحرام بإجراء تنظيف وتعقيم سطح الكعبة المشرفة من آثار هبوب الرياح المحملة بذرات الغبار، من خلال آليات حديثة تمكن فنيي مجمع الكسوة من الارتقاء ومباشرة المهمات المطلوبة في وقت وجيز، وتنظيف الثوب بالأقمشة القطنية والمكانس الخاصة ذات الأطراف الناعمة لتنظيفه من الأتربة والعوالق وحركة المشاريع المحيطة بالمسجد الحرام. وتكون عملية إزالة التنميش من على ثوب الكعبة المشرفة، وتنظيفه في شكل مستمر من أي عوالق تشوبه، وخياطته عند حصول فتق بسبب احتكاك الطائفين به، وتعلقهم بأطرافه طوال العام وعلى مدار الساعة. وحددت وحدة العناية بالثوب نظام الورديات، إذ تحوي كل وردية موظفين اثنين، مهمتهما الأساسية تقتضي الحضور في صحن المطاف لمراقبة ثوب الكعبة على مدار الساعة، والإبلاغ الفوري عن أية شوائب أو نتوءات قد تعلق بالثوب. ومن مهمات الوحدة أيضاً مراقبة (كينار) الحجر الأسود و(كينار) الركن اليماني، للاطمئنان إلى عدم تحرك الثوب من مكانه أو إصابته بأي تمزق أو نتوء، بسبب تدافع الطائفين من حوله، ومحاولة تقبيله أو تسلمه، كما أن هناك بدائل للثوب في حال دعت الحاجة إلى تغييره بآخر وفي زمن وجيز. فيما تم وضع برنامج ثابت يتم العمل به، من خلال إجراء عملية صيانة وتنظيف شامل لثوب الكعبة المشرفة، والمشاركة في تطييبه، وتغيير (كينار) الركنيين بواقع مرة واحدة أسبوعياً. كذلك أنشأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي معرضاً متكاملاً يختص بعرض مراحل عمارة الحرمين الشريفين، ليعدّ أحد متاحف ومعارض منطقة مكةالمكرمة، الذي افتتحه الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، في ال25 من شوال عام 1420ه. ويُعنى معرض عمارة الحرمين الشريفين، في شكل خاص، بالحرمين الشريفين والتطور الذي شهدته عمارتهما على مدى العصور، إذ يتكون المعرض من سبع قاعات، تشمل مجسمين للحرمين الشريفين، وعدداً من المقتنيات المختلفة من مخطوطات ونقوش كتابية وقطع أثرية ثمينة ومجسمات معمارية وصور فوتوغرافية نادرة. ومن أهم مقتنيات معرض عمارة الحرمين الشريفين عمود من أعمدة الكعبة المشرفة الخشبية، يعود تاريخه إلى عام 65ه، وميزاب الكعبة المشرفة، الذي يعود تاريخه إلى عام 1021ه، وسلم الكعبة المشرفة الخشبي، الذي يعود تاريخه إلى عام 1240ه ، وباب الكعبة المشرفة، الذي يعود تاريخه إلى عام 1363ه، وكثير من المقتنيات التي تصف وتحكي تطور عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي.