كشفت دراسة حديثة لمركز «سمت» للدراسات عن حجم التغلغل الكبير للتنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة عبر المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ قفز عدد المواقع المحسوبة على هذه الجماعات من 12 موقعاً إلكترونياً عام 1997 إلى 150 ألف موقع هذا العام. وأشارت الدراسة إلى اعتماد التنظيمات الإرهابية، عموماً، وتنظيم داعش، على سبيل المثال، على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ ينشر تنظيم داعش 38 رسالة جديدة يومياً ما بين مقاطع مصورة مدتها 20 دقيقة، وأفلام وثائقية طويلة، ومقالات مصورة، ومقاطع صوتية بلغات عدة. كما جذب التنظيم من خلال شعاره الإرهابي المعروف «باقية وتتمدد» نحو 30 ألف مقاتل من جميع أنحاء العالم. ورصدت الدراسة تحليلاً لعينة من حسابات المتطرفين، كشفت فيها عن أن بعض المغردين يحدِّث حسابه كل خمس دقائق، ويصل مجموع التغريدات إلى 2612 تغريدة في الساعة، فيما تشكل التغريدات النصية فقط 93 في المئة من مجموع التغريدات، وهو ما ساعد «داعش»، على سبيل المثال، في تجنيد حوالى 16 ألف مقاتل من 90 دولة، حتى نهاية عام 2014، وهو العام نفسه الذي وصل فيه عدد حسابات التنظيم في «تويتر» إلى 46 ألف حساب، كما يقضي أنصار هذه الجماعات المتطرفة نحو 70 في المئة من وقتهم على الموقع نفسه. وألقت الدراسة، التي اعتمدت على مصادر عربية وأخرى أجنبية في الرصد والتحليل، الضوء على اهتمام التنظيمات المتطرفة على موقع «يوتيوب»، بوجود أكثر من 9 ملايين مقطع للتنظيمات الإرهابية باللغة الإنكليزية، وأكثر من 47 ألفاً باللغة الفرنسية، وأكثر من 20 ألفاً بالروسية، وأكثر من 12 ألفاً بالعربية، وجميعها تشرح كيفية إعداد وتحضير المتفجرات، وهو ما يبرر أن 90 في المئة من الهجمات الإرهابيّة التي نفذتها جماعات إرهابيّة متطرفة استخدم فيها متفجرات يدوية الصنع. وعرّجت الدراسة على الحجم التقريبي لعدد المواقع المتطرفة التي تمتلك صفحات في الإنترنت، والتي بلغت 270 ألف موقع، ومدى تأثيرها مقارنة بالمواقع التي تمتلكها المؤسسات الرسمية الدينية التي باتت، وفق الدراسة، صفحات «شبه ميتة» وبعدد متابعين لا يُضاهي صفحات الجماعات المتطرفة. وكذلك رصدت الدراسة أشهر المواقع والنوافذ التي تطلُّ من خلالها التنظيمات الإرهابية على العالم، وأشهرها 16 شبكة إعلام بلغات عدة، من بينها مؤسسة السحاب ومؤسسة الملاحم، ومؤسسة الأندلس، ومؤسسة المنارة البيضاء، ووكالة أعماق الإخبارية، ومؤسسة الفرقان، ومؤسسة الحياة، ومؤسسة أجناد. وانتقلت الدراسة إلى الرصد الاقتصادي لآثار التطرف الذي يعتمد في المقام الأول على العمليات الإلكترونية، إذ قُدِّر حجم اقتصاد الجماعات الإرهابيّة بحوالى 5.1 تريليون دولار، سواء من خلال التحويلات القانونية أم غيرِ المشروعة، فيما تتكبد الدول والحكومات العربية خسائر تتجاوز 12 مليون دولار على الأقل شهريّاً سواء ما يتعلق بالنقل، أم السياحة والنِّفْط والصيد والبيئة، بينما تُقدّر خسائر الاقتصاديات العربية بسبب جرائم الإرهاب بنحو 200 بليون دولار.