اشتكى الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، الذي تحكم بمقدرات العالم لثماني سنوات، من ان مهامه الحالية تقتصر على تنفيذ اوامر زوجته لورا و»التنظيف وراء كلب العائلة بارني اثناء جولة في الحي السكني الذي تقيم فيه العائلة في دالاس». وقال بوش، وسط ضحكات اكثر من ستة الاف شخص اجتمعوا في ندوة عُقدت في تورونتو ليل الجمعة - السبت، وعنوانها «حوار مع الرئيسين كلينتون وبوش»: «هكذا وانا الرئيس الاميركي السابق احمل كيساً بلاستيكيا في يدي والتقط ما تفاديته على مدى ثماني سنوات كاملة». واوضح انه اتصل بامه باربرا بوش هاتفياً شاكياً، لكنها اجابته قائلة، ومنتقدة، ان الرئيس السابق بيل كلينتون يقضي وقتاً كثيراً مع سلفه الرئيس جورج بوش الاب في الاعمال الخيرية لدرجة انه اصبح «مثل ابني». واضاف بوش الابن مخاطباً كلينتون: «انا سعيد بان اناديك يا اخي!». وتزامن لقاء «الخصمين الشقيقين»، الذين رفضا انتقاد بعضهما البعض او ادارة الرئيس باراك اوباما، مع تعليق لمجلة «تايم» الاميركية في موقعها الالكتروني على الجهود التي يبذلها كلينتون (59 عاماً) وبوش الاب (81 عاماً) لمصلحة الاعمال الخيرية، مستعينة بما قالته باربرة «انهما الثنائي الغريب». واشارت المجلة الى انهما جمعا حتى الآن مبالغ طائلة للاعمال الخيرية منذ بدء شراكتهما بعد كارثة تسونامي الآسيوية. وكان كلينتون وبوش الابن تبادلا النكات في شأن الحياة خارج المكتب البيضاوي وتبادلا كذلك الدفاع عن بعضهما البعض خلال الندوة. لكنهما اختلفا بادب في شأن قضيتين واتفقا في قضايا اخرى ورفضا انتقاد اي شيء يفعله الرئيس باراك اوباما. وانتقد بوش نائبه السابق ديك تشيني من دون ان يسميه، لانه يهاجم الرئيس الحالي، وقال: «اي شيء اقوله لا يمثل انتقاداً للرئيس الذي حل محلي. هناك كثير من المنتقدين في المجتمع الاميركي»، موضحا انه كان يكره ان ينتقده رؤساء سابقون بعد توليه السلطة. وقال بوش الذي بقي في الظل منذ مغادرته البيت الابيض منذ خمسة شهور تقريباً انه يستمتع بحرية ان يكون مواطنا عاديا لكنه شكر منظمي الحدث في تورنتو «لاعطائي شيئا افعله». ولم يكشف منظمو الندوة عما دفعوه للرئيسين السابقين، وعما اذا كان بوش وكلينتون تبرعا بما حصلاه لاعمال خيرية، علماً ان كلاً من الحضور دفع بين 200 و2500 دولار. وقال كلينتون، الذي لم يخش خيانة زوجته عندما كان رئيساً، ان تحديه الجديد «هو الصمت، والا اقول شيئاً قد يوقع زوجتي وزيرة الخارجية في مشاكل... لا احد يهتم بما اقوله الا اذا أخطأت. يتعين علي ان افكر في ما سيسألون هيلاري والرئيس اوباما غداً عنه اذا أفسدت الامور». وقبل مرور ساعتين على الندوة استغلها المحاور الكوميدي الاميركي جاي لينو للسخرية منهما، بعدما «فقدا قدرات عدة من بينها عدم قول اي شيء مفيد». ولم ينجح فرانك مكينا السفير الكندي السابق في الاممالمتحدة، والمسؤول عن ادارة الندوة التي عُقدت في مركز المؤتمرات في العاصمة المالية الكندية، في اثارة حنق الرئيسين الاميركيين السابقين او الخلاف بينهما على رغم سؤالهما عن العراق وافغانستان وقضية زواج المثيليين وحقوق الانسان. ودافع الطرفان عن سجل بعضهما البعض في غير ذلك من القضايا وشددا على ان الرئاسة اصعب مما تبدو. وخارج القاعة تظاهر مئات الاشخاص احتجاجاً. وحمل بعضهم احذية لرشق الرئيسين وفق الطريقة العراقية. وحمل آخرون صورا لبوش كتبت عليها كلمة «مذنب» او «مجرم حرب». وكانوا يرددون «بوش في السجن» و «بوش -تشيني الى لاهاي» مقر المحكمة الجزائية الدولية.