دان علماء وأكاديميون أمس مهاجمة قطر وإعلامها لهيئة كبار العلماء في السعودية ومفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وذلك فبعد تصريحاته إلى «الحياة»، التي أكد فيها أن الإجراءات العربية والإسلامية ضد قطر «ستعود بالنفع لمستقبل القطريين»، ودعا جماعة الإخوان المسلمين «إلى البعد عن الغلو والعصبية». وأعلن رئيس الهيئة الأوروبية للمركز الإسلامي سفيان مهاجري زيان، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية أمس، شجبه واستنكاره ورفضه لتطاول وسائل إعلام قطرية على هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية والمساس بشخصية وهيبة ومكانة العلماء، مؤكداً أن التطاول على العلماء مذموم شرعاً، وأن مكانتهم أمر ثابت. وأوضح أن العلماء يشكلون الحصن الحصين للأمة في عقيدتها وشريعتها وأخلاقها، وهم السبيل الأول لنهضة الأمة، ومكانة العلماء في الإسلام مرموقة، بل دعا الإسلام إلى إعطائهم المنزلة الخاصة بهم، فقد شهد الخالق سبحانه لهم على أعظم مشهود، وهو التوحيد «شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم». وقال زيان إن «العلماء حريصون دائماً على اجتماع الأمة ووحدة منهجها، وهم المرشدون والموجهون بالحكمة والموعظة الحسنة، مستندين إلى الكتاب والسنة والمنهج المعتدل، وهو الضابط الأساس الذي يجب اعتباره في أي نشاط دبلوماسي أو سياسي أو إعلامي». ودعا مفتي هونغ كونغ بجمهورية الصين الشعبية الشيخ محمد أرشد، عقلاء قطر «إلى كف الأذى وعدم التطاول على العلماء، الذين جعلهم الله عز وجل ورثة أنبيائه»، مشيراً إلى أن «التبني القطري للمنظمات غير النظامية يخدم المشروع الإيراني الصفوي في المنطقة، ويعدّ ضرباً لكل أواصر الوحدة العربية والإسلامية». وقال: «إن التطاول على هيئة كبار العلماء في المملكة سابقة غير مسؤولة من الإعلام القطري والنظام الذي يسخّر كل الإمكانات لإشعال الفتن في الدول الإسلامية، من دون مراعاة لحجم المخاطر المترتبة على هذا العمل». ودان إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي في درانسي شمال باريس ونائب رئيس منتدى أئمة فرنسا نورالدين محمد طويل التمرد القطري، وانحراف نظامه نحو الأكاذيب، مستنكراً هجوم الإعلام القطري على هيئة كبار العلماء في المملكة. وأشار نورالدين إلى أن ما يصدر من الإعلام القطري يأتي ضمن جهوده في تمزيق الصف الإسلامي، بالتنسيق مع النظام الدموي الإيراني، لافتاً إلى أن العلماء هم صفوة الأمة وجهابذتها أكرمهم الله بأمانته، إذ أودع أمانة العلم في صدورهم لتصلح الأمة بهم. وقال: «كنا نسمع قبل أيام عدة بعض المتعاطفين وأصحاب المفاهيم الضيقة تجاه قضية قطع المملكة علاقاتها مع قطر، ممن ينادون بالجلوس والتحاور مع قطر، إذ لم يكونوا يدركون جيداً أن قطر لم تعد تقرر مصيرها اليوم لتعود إلى رشدها، فأمرها اليوم في طهران، فإذا كان الإعلام القطري يصنف علماء المملكة ويدخلهم في أوصاف غير لائقة، من دون مراعاة لقيمة العلماء، وبرعاية غير مستغربة من النظام القطري، فهذا له دلالة خطرة على أن النظام أصبح غير قادر على ضبط أدواته». وأكد أن قطر احتضنت منظمات إرهابية وشخصيات محظورة لتضرب الوحدة الخليجية بتهور شديد وتجرد من المسؤولية تجاه الدول الشقيقة في الخليج وشعوبها، مشيراً إلى أن الإسلام السياسي اليوم يُستخدم وسيلة لوصول أصحاب المطامع الشخصية إلى مصالحهم، من دون مراعاة للشعوب، وهذا يتم دعمه من النظام القطري وإعلامه. من جهته قال أستاذ كلية القانون بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا الدكتور محمود مجيد الكبيسي: «لم يكن من السهل على المملكة والإمارات والبحرين اتخاذ قرار مقاطعة قطر، لولا أنه الكيل طفح من النظام القطري، وبلغ السيل الزبى، مندداً بالهجوم الإعلامي القطري على المملكة وهيئة كبار العلماء. وأضاف أنه من المؤسف أن يتطاول صحافي على علماء كبار ليتحدث عنهم بهذا الأسلوب غير اللائق، في سقوط جديد يضاف إلى سجل الإعلام القطري في تزييف الحقائق. كما أكد رئيس تحرير صحيفة الجمهورية المصرية محمد إبراهيم أن ما أقدم عليه الإعلام القطري تجاه هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية مرفوض من أطياف المجتمع المسلم كافة، لأن هيئة كبار العلماء بالمملكة تمثل عمقاً إسلامياً ينطلق من رسالة مهبط الوحي ونبع السنة المحمدية. وطالب رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية» المصرية بالعمل على محاسبة من أطلق من الإعلاميين القطريين أوصافاً غير لائقة على هيئه كبار علماء المملكة، وذلك بمقاضاتهم أمام الاتحادات والنقابات الصحافية في العالم العربي، وتعليق عضويتهم في مثل هذه المنظمات والنقابات في العالم الإسلامي. وقال: إن الكلمة رسالة وأمانة، والإعلام القطري بوسائله كافة خان هذه الرسالة. وكان المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ قال في تصريحات إلى «الحياة» الأحد: «السعودية بلد إسلامي مستقيم، وهي ممولة للخير أينما وجد»، ودعا جماعة الإخوان المسلمين إلى البعد عن «العصبية والغلو»، واتباع «كتاب الله وسنة نبيه». وأكد أن القرارات الأخيرة التي اتخذتها السعودية وعدد من الدول ضد قطر بسبب تمويلها للإرهاب «أمور إجرائية، فيها مصلحة للمسلمين ومنفعة لمستقبل القطريين أنفسهم»، مضيفاً أن هذه القرارات «مبنية على الحكمة والبصيرة، وفيها فائدة للجميع».