قبل أكثر من عام، انتقدت الولاياتالمتحدة ودول أخرى مشروعاً إسرائيلياً لبناء 900 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «غيلو» جنوبالقدسالمحتلة، عرف باسم «غيلو – المنحدرات الغربية»، لكن إسرائيل دوّنت الانتقاد ووضعته على الرف ونفذت مشروعها. هذا الأسبوع، يتوقع أن تقرر «لجنة التنظيم والبناء اللوائية» التابعة للبلدية الإسرائيلية للقدس مشروعاً أكبر لبناء 1400 وحدة سكنية في المستوطنة ذاتها المقامة أساساً على أراضي بيت جالا وقرى أخرى في محافظة بيت لحم. ويحمل المشروع الاستيطاني الجديد اسم «غيلو – المنحدرات الجنوبية». وتفيد تقارير صحافية ان المشروع الأوسع يشمل بناء 4000 وحدة سكنية، وأن المخططات لبناء مئات الشقق الأخرى قيد إجراءات الإقرار النهائي. وشكّل المشروع الأول بداية خلاف بين إسرائيل والولاياتالمتحدة تبعه خلاف أعنف عندما أقرت لجنة التنظيم بناء مئات الوحدات السكنية في مستوطنة «رمات شلومو» شمال القدس، خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل في آذار (مارس) الماضي. ومنذ تلك الأزمة، حرصت «لجنة التنظيم» على عدم إقرار مشاريع بناء جديدة من دون تلقي ضوء أخضر من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو. ويشمل المشروع الجديد خطة لبناء 750 وحدة سكنية جديدة في المرحلة الأولى، ثم 600 أخرى في المرحلة الثانية. ويتضمن البناء شققاً سكنية كبيرة تجذب عائلات مستقرة اقتصادياً للعيش فيها ومباني عامة وأخرى تجارية ومساحات مفتوحة وشق طرق جديدة. ويعني هذا المشروع توسيع حدود المستوطنة في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وليس نحو الأراضي الإسرائيلية، كما في المشروع الأول. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن عضو بلدية القدس من حركة «ميرتس» اليسارية مئير مرغليت قوله إن المشروع الاستيطاني الجديد «أخطر من سابقيه ليس فقط لجهة كثافة البناء، إنما أيضاً لأنه في ضواحي المستوطنة وليس داخل حدودها». وأضاف أن المشروع الجديد يعني «توسعاً استيطانياً حقيقياً، وهذا مسمار آخر في نعش عملية السلام». وتابع أن الشهر الأخير يشهد موجة متعكرة من هدم المنازل الفلسطينية والبناء الاستيطاني. وأضاف أن «الحكومة بدأت العام الجديد بقدم يمنى تدوس القدس، ما من شأنه أن يدفع نحو انفجار»، مشيراً إلى مواصلة هدم البيوت وبدء هدم فندق «شيبرد». ودعا الإدارة الأميركية إلى التدخل قائلاً: «يبدو ان في الحكومة الإسرائيلية من يعتقد ان الرئيس باراك اوباما ضعيف، وأن هذا هو الوقت الملائم لمخططات استفزازية كهذه ... أرجو ان يوقظ هذا التصعيد الأميركيين من سباتهم». وقالت جهات مسؤوولة عن التخطيط في البلدية الإسرائيلية أنه في أعقاب قرار سابق بمنع البناء غرب القدس، لم يبق أمام البلدية بد سوى توسيع البناء نحو شرق المدينة (المحتلة)، خارج حدود عام 1967. وعقبت بلدية القدس على مشروع البناء الجديد بالقول إن المشروع خاص لمبادرين أفراد تدعمهم «سلطة تطوير القدس». وتابعت ان البلدية تواصل البناء للعرب واليهود على حد سواء، بحسب مخطط البناء. وأضافت ان «البناء الجديد في القدس هو مستوجب لتطوير المدينة ومنح فرصة للشباب والطلاب الجامعيين للسكن وشراء شقق سكنية». وقال الامين العام للحركة ياريف اوبنهايمر لوكالة «فرانس برس»: «قلقون جداً لبناء هذه المساكن الجديدة، فهي لن تقضي على اي فرصة للتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين حول القدس فحسب، بل انها قد تطرح مشكلة لاسرائيل من خلال تقويض شرعيتها على الساحة الدولية». ورد المستشار البلدي ايليشا بيليغ من حزب «ليكود» اليميني بقيادة نتانياهو ان «غيلو جزء لا يتجزأ من القدس. لا يمكن ان يجري اي نقاش في اسرائيل حول البناء في هذا الحي». وقال وزير العلوم والتكنولوجيا الاسرائيلي دانيال هيرشكويتز من حزب البيت اليهودي القومي الديني للصحافيين ان «اسرائيل مصممة على البناء في عاصمتها القدس». وندد الفلسطينيون فوراً بهذا المشروع الاستيطاني الجديد، وقال كبير المفاوضين صائب عريقات لوكالة «فرانس برس»: «ندين بشدة هذه القرارات الاسرائيلية المتصاعدة والمستمرة في مجال الاستيطان وفرض الحقائق على الأرض»، مضيفاً: «آن الأوان للادارة الاميركية لان تحمّل رسمياً الحكومة الاسرائيلية مسؤولية انهيار عملية السلام في شكل كامل».