كشف «الهولندي الطائر» يوهان كرويف الذي يُعتبر الأب الروحي لبرشلونة والذي أسهم في حصده لقب كأس الأندية الأوروبية البطلة لكرة القدم للمرة الأولى عام 1992، أنه لم يكن يخشى على الفريق الكاتالوني في نهائي دوري الأبطال، وآمن دائماً بنجاحه في إحراز اللقب. كرويف (62 سنة) أو «المعلّم» كما يُنادى في برشلونة، دافع عن ألوان الفريق لاعباً من عام 1973 الى 1978 ثم قاده مدرّباً من 1986 الى 1996 وأسهم في احتكاره لقب ال»ليغا» أربعة مواسم متتالية (1991 الى 1994)، لفت قبل «موقعة روما» الى أنه يتوجب على الفريق أن «يحرّك الكرة باستمرار، واذا لم يلعب جيداً لا يمكنه الفوز». وإعتبر النجم الهولندي السابق أن المدرّب جوسيب غوارديولا طوّر «قاموسه الفني» اذ «أوجد نهجاً هجومياً أكثر زخماً» مع الأخذ في الإعتبار أنه يستحيل اليوم اللعب بأسلوب «الفريق الحلم» الذي إحتكر لقب الدوري الإسباني مطلع تسعينات القرن الماضي. ويُبدي كرويف إعجابه ب»تلميذه» غوارديولا الذي «فرض أسلوب إحترام الآخرين في التشكيلة. وأرسى نهج بذل الجهد والتعاون وتجاوز فكرة أن الأسماء الكبيرة قادرة وحدها على ايجاد الفارق». ووصف كرويف هذا الأسلوب بعقد اجتماعي في النادي والملعب، «خصوصاً أن غوارديولا لا يجامل ويدعو الجميع الى إحترام الوقت قبل النظام»، مذكّراً بالعقوبة التي فرضها على اللاعبين لتأخرهم دقيقتين عن الحصة التدريبية الصباحية عقب الفوز بكأس الملك على حساب أتلتيكو بلباو (4 – 1). ولا يبخث كرويف اللاعبين جهدهم ودورهم الفاعل، «فهم الأساس ووحدهم يستطيعون في ترجمة الأفكار والخطط الى انتصارات». ولم يقلل من شأن مانشستر يونايتد «هذا الفريق الكبير الذي يلعب بدم بارد واضعاً نصب عينيه هدفاً يكافح من أجله». وكان كرويف توقّع لتشكيلة غوارديولا النجاح وبلوغ الأهداف والبطولات منذ مطلع الموسم في ضوء العروض الميدانية، وعلى رغم البداية المتعثرة في الدوري اذ خسرت أمام نومنسيا بهدف من دون ردّ، وتعادلت مع سانتاندر (1 – 1) في «كمب نو». وحضّ كرويف الفريق على تحسين أدائه أكثر في المرحلة المقبلة لمحافظة على إنسجامه، خصوصاً في ظل أخبار حملة فلورنتينو بيريز الانتخابية لاستعادة رئاسة ريال مدريد وتخصيصه موازنة تفوق 300 مليون يورو لتدعيم صفوف الفريق وإستعادة الأمجاد. فاعتبر «المعلّم» أن «الملايين لا تصنع بطولات، لكنها خطوة مناسبة لتجعل برسا متحفزاً دائماً».