أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بعد وصوله إلى الكويت أمس من الدوحة، أن أنقرة «ليست طرفاً في الأزمة القطرية» لأن ذلك «لا يخدم مصالحها». وأضاف أنه سيزور السعودية فهي «الشقيق الأكبر في الخليج العربي، ولها دور كبير في أمن المنطقة واستقرارها». وتلقت الوساطة الكويتية دعماً من الاتحاد الأوروبي الذي حض كل الأطراف على الحوار وتخفيف التوتر. وسيعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين، اجتماعاً للبحث في الأزمة. إلى ذلك، وقعت قطر صفقة تسلح مع الولاياتالمتحدة بقيمة 12 بليون دولار لشراء مقاتلات «أف 15»، ووصلت إلى الدوحة سفينتان حربيتان لإجراء مناورات مشتركة. وأعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أن «التنسيق مستمر مع دول عدة في الأزمة مع قطر»، مشيراً إلى أنَّ «الساحة الدولية فوجئت بقطع العلاقات مع الدوحة، في حين أن الدول المقاطعة تريد حلاً جذرياً قبل الحديث عن المصالحة». وقال جاويش أوغلو أمس، إن بلاده لا تنحاز إلى أي طرف في الأزمة بين قطر وعدد من الدول العربية. وأوضح في تصريح بعد وصوله الى الكويت، أنّ وقوف تركيا إلى جانب طرف ضدّ آخر «لا يخدم مصالحها»، وأنّ أنقرة «اطلعت على وجهات نظر كل الأطراف وتسعى إلى حل وفقاً لذلك»، مشيراً الى أنه زار قطر وسيتوجه إلى المملكة العربية السعودية بعد إتمام لقاءاته مع المسؤولين الكويتيين. وثمّن جهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الرامية إلى «حل الخلافات بين الأشقاء». وعن لقاءاته مع المسؤولين القطريين، قال: «الجانب القطري لا يرغب في استمرار هذه الأزمة، لاحظت ذلك خلال لقائي الأمير تميم بن حمد آل ثاني ونظيري القطري، وتطلب الدوحة رؤية الأدلة التي تثبت صحة الاتهامات الموجة إليها». وعن زيارته المرتقبة الى السعودية، أوضح أنّه سينقل إلى المسؤولين هناك مواقف بلاده من الأزمة ورؤيتها للحل. وزاد أنّ «السعودية تعتبر الشقيق الأكبر في الخليج العربي، ولها دور كبير في أمن المنطقة واستقرارها». ورداً على سؤال عن اتهام قطر بالوقوف إلى جانب إيران، قال: «هذه الادعاءات ليست صحيحة، فليس من دولة وقفت في وجه ممارسات إيران مثلما فعلت قطروتركيا والسعودية». وأضاف: «في اليمن وقفت الدوحة إلى جانب مجلس التعاون الخليجي، ووقفت إلى جانب السعودية عندما تعرضت سفارتها في طهران للاعتداء». وعن موقف بلاده من جماعة «الإخوان المسلمين» وحركة «حماس»، أكد أنّ «أنقرة لا تنظر إليهما كمنظمتين إرهابيتين». وكان الوزير التركي التقى في الكويت نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح. وأشارت وكالة الأنباء الكويتية إلى أنه تم خلال اللقاء تناول تعزيز العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين، واستعراض التعاون الوثيق بين الكويتوتركيا في المجالات كافة ومختلف الأصعدة، إضافة إلى تبادل وجهات النظر في مختلف التطورات الإقليمية والدولية، لم تذكر أي شيء عن الوساطة. في مسقط، أكد وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي أمس، أهمية دعم جهود أمير الكويت ومساعيه الحميدة لاحتواء الأزمة. وأفادت وكالة الأنباء العُمانية بأن هذا الموقف جاء خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الأميركي ريكس تيلرسون الذي بحث معه في الأزمة الخليجية الراهنة. وأضافت الوكالة أن بن علوي أعرب عن ثقة السلطنة بأن «الأشقاء في مجلس التعاون لديهم الرغبة في تجاوز هذه الأزمة وتفعيل منظومة المجلس». من جهة أخرى، عاد السفير القطري لدى مصر سيف بن مقدم البوعنين إلى القاهرة صباح أمس، بعد ثمانية أيام على مغادرته إثر قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، لكنه وصل بصفته مندوباً دائماً لبلاده لدى جامعة الدول العربية. على صعيد آخر، أعلنت المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) التابعة للأمم المتحدة أنها تنظر طلباً من قطر للتدخل بعد أن أغلق جيرانها الخليجيون المجال الجوي أمام رحلات طيرانها في إطار أكبر نزاع ديبلوماسي وتجاري في المنطقة منذ سنوات. وأوضحت المنظمة أنها ستستضيف محادثات بين وزراء ومسؤولين كبار من قطر والإمارات والسعودية والبحرين ومصر في مقرها سعياً إلى «حل يقوم على التوافق» ويهدئ «المخاوف الإقليمية الحالية». وأضافت في بيان أنها «تراجع حالياً طلبات من حكومة قطر لتقويم قيود الطيران التي يفرضها عليها جيرانها». ويتوقع أن يكون معظم المسؤولين الذين سيحضرون الاجتماع وزراء النقل.