تواصلت أعمال القتل العشوائي في كراتشي حاصدة أرواح أكثر من 20 شخصاً بينهم صحافي وقائد مروحية كبير وزراء إقليم السند، كما ألقت عمليات إطلاق نار بظلالها القاتمة على مستقبل التحالف الحاكم بعد أن تبادل حزبان حليفان للحزب الحاكم الاتهامات بالمسؤولية عن أعمال العنف، مع مطالبتهما وأحزاب أخرى تدخّل الجيش وفرض وجوده في المدينة للمحافظة على الأمن. وفيما اتهمت «الحركة القومية المتحدة» (حزب المهاجرين من الهند) غريمها «حزب عوامي» البشتوني القومي بمسؤوليته عن أحداث العنف بعد مقتل أحد المراسلين لقناة محلية (وهو من أصل بشتوني)، فإن عوامي بالتعاون مع حزب الرابطة بزعامة نواز شريف طالبا بدخول الجيش الباكستاني إلى كراتشي ومشاركته بالمحافظة على الأمن والاستقرار، وهو موقف يقرّب بين حزب نواز شريف وحزب عوامي، ويوفر فرصة للتحالف بينهما لاحقاً حيث تتبدل مواقع الأحزاب بين لحظة وأخرى. ولم تقتصر أحداث العنف على كراتشي، بل تعدتها إلى منطقة كورام القبلية الواقعة بين مدينة بيشاور وشمال وزيرستان، حيث أعلن الجيش إنه أغار على ما وصفه مخابئ للمسلحين، وقتل فيها أكثر من 12 شخصاً قيل إن بينهم أجانب، وهو ما ردت عليه الجماعات المسلحة بمحاولات لاستهداف مراكز أمنية ونقاط تفتيش في المديرية القريبة من بيشاور. ووفق بيانات للشرطة في منطقة هانجو القريبة من بيشاور، فإن مسلحين قتلوا ضابطة في الشرطة مع ثلاثة من أفراد عائلتها بعد تحذيرهم إياها من التعاون مع قوات الأمن لتفتيش السكان المحليين في المنطقة. وأوضح خبراء في منطقة القبائل أن النشاط المتزايد للجماعات المسلحة هناك يؤكد أنها أعادت بناء نفسها ودعّمت قواعدها وأنها عازمة على منع الجيش من محاولة الهجوم على شمال وزيرستان، بناء على طلب الأميركيين. في غضون ذلك، التقى الرئيس الباكستاني آصف زرداري في واشنطن نظيره الأميركي باراك أوباما على هامش زيارة خاصة يقوم بها زرداري إلى أميركا للمشاركة في حفل تأبين للمبعوث الأميركي الخاص السابق لكل من باكستانوأفغانستان ريتشارد هولبروك الذي توفي أواخر العام الماضي إثر مرض عضال. وبحسب الناطق باسم البيت الأبيض فإن الرئيسين ناقشا التحالف الاستراتيجي بين بلديهما والدعم المالي والعسكري الأميركي لباكستان، إضافة لما يتعلّق بما تسميه واشنطن الحرب على الإرهاب. وكانت الزيارة أثارت ردود فعل سلبية في باكستان حيث أعربت وزارة الخارجية عن عدم علمها بتفاصيل رحلة زرداري إلى واشنطن وما يمكن أن يجريه من محادثات، لا سيما أنه اصطحب معه ثلاثة من أفراد مكتبه فقط من دون أي تنسيق مع الخارجية. على صعيد آخر (يو بي آي)، أحرق مسلحون مجهولون 20 صهريجاً تابعة لقوات الحلف الأطلسي (الناتو) كانت متجهة من منطقة بالوشستان في باكستان إلى أفغانستان، في وقت قتل 10 متشددين على الأقل في مواجهات مع قوات الأمن في أوركزاي (شمال غرب). وأوردت قناة «جيو تي في» أن مجهولين نصبوا مكمناً في منطقة ناصر أباد، وفتحوا النار على 20 صهريجاً تابعة للحلف الأطلسي، مستغلين توقف السائقين للراحة في نزل، ما أدى إلى اندلاع النيران في الصهاريج ثم امتدت إلى محال وفنادق مجاورة. إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية أن 4 متشددين على الأقل قتلوا في اشتباكات مع قوات الأمن في منطقة أوركزاي القبلية، قرب الحدود مع أفغانستان، فيما قتل 6 آخرون بانفجار لغم أرضي. وفي كويتا، قتل مسؤول حكومي يشرف على دائرة الموارد المائية في المنطقة بعد إطلاق نار عليه. ونقلت قناة «آج» عن قوات الأمن اعتقالها 20 مشبوهاً في كراتشي التي تنتشر فيها عمليات القتل الموجه.