من خلال ما عايشته من تجربة داخل مدينة الملك فهد الطبية كان لا بد من القول إنه يجب علينا أن نشعر بالثقة بأنفسنا، وأن تتغير نظرتنا القديمة إلى إمكاناتنا، وقدراتنا التي تغيرت كثيراً بفضل جهود كثير من المخلصين الذين أُعطيت وتُعطى لهم الفرصةُ للعمل والإبداع، وذلك لم يكن ليحدث لولا فضل من الله - سبحانه وتعالى - أولاً، ثم بفضل التوجيهات الرشيدة للملك فهد - رحمة الله عليه - وكذلك بفضل جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ويُضافُ إلى إحساسي بالسعادة شعور آخر بالفخر لأن من قام بالمجهود الطبي فريق طبي من مدينة الملك فهد الطبية، بقيادة استشاري جراحة المخ والأعصاب مدير مركز العلوم العصبية في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور محمود بن عبدالجبار اليماني. وأستطيع أن أؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، وذلك من خلال ما رأيته في بلدان متقدمة، أن الدكتور اليماني من أكفأ وأمهر الأطباء في هذا المجال، وأنه يسهم بفاعلية في تحسين وضع المملكة عالمياً، وكذلك يحاول بإخلاص أن يضع لمسات بلاده على المنطقة العربية وعلى جميع دول العالم. إن نجاح هذه الإنجازات الطبية يسجل سبقاً للمملكة، من حيث كون هذه الإنجازات تعد نادرة في منطقة الشرق الأوسط، وتُضافُ إلى عبقرية الإنسان عبقرية المكان المجهز بأحدث الإمكانات المتكاملة التي تواكب العصر، فنظراً إلى أن هذه النوعية من الجراحات المعقدة تحتاج إلى فريق طبي متخصص وتجهيزات طبية متكاملة، كان لا بد من وجود هذه الكفاءات النادرة التي تدعم هذه الإمكانات، وتفيد منها على أكمل وجه ممكن. إن حكومة المملكة لم تدخر جهداً في توفير كل الحاجات لمدينة الملك فهد الطبية من الإمكانات المادية من أجهزة ومبانٍ، إضافة إلى الإمكانات البشرية، ويكفي القول إن التدخل الجراحي يكون باستخدام تقنية المنظار الجراحي، وداخل جناح جراحة المخ والتصوير المغناطيسي ال«BRAIN SUITE» الذي يتكون من غرفة جراحة متكاملة تحوي أشعة رنين مغناطيسي، وأجهزة الملاحة الجراحية، حيث تعطي مجال رؤية واضحة وآمنة لجراحة المخ والأعصاب، وهذه التقنية لا توجد في الشرق الأوسط إلا في مدينة الملك فهد الطبية. إن حكومة المملكة لم تقصر في صناعة ملحمة التطور، ولم تألُ جهداً في دعم الأفكار الجيدة والإفادة منها، إنها حَقاً حكومة رشيدة، وشعب مخلص. [email protected]