عندما نشاهد شجرة جميلة تذبل أغصانها، وتتساقط أوراقها، وتموت ثمارها في فصل الربيع، فهذا دليل على أن هذه الشجرة فيها مرض ينخر جذعها وبالتالي يجب أن تعالج وإلا فقدنا الشجرة بكل ما فيها من أغصان وأوراق وثمار. ولكن كيف العلاج؟ هل نستمر في قطع الأغصان الذابلة ورمي الأوراق ونترك السوس ينخر في جذعها، ونقول إن هذا هو الحل حتى نفقد الشجرة بجمالها وظلالها وثمارها، ولا نبحث عن المرض ونعالجه حتى لو كان في العلاج قطع غصن أو رمي عش أو رش سم لقتل سوس، ونبحث عن المضادات التي تمنع عودة المرض أو تفتح له ثغرات أخرى ونحفزها. فالمجتمع يشبه هذه الشجرة، فالجذع هو الحكومة والأغصان هي مؤسسات الدولة والأوراق هي موظفو المؤسسات والثمار هي الأفراد، فإذا سلم الجذع قويت الأغصان وأينعت الأوراق وحسنت الثمار، فاستمتعنا بجمال المنظر، وتلذذنا بحلو الثمر، وارتحنا في برد الظلال. «فمن أحسن فله الحسنى ومن أساء فعلى نفسه». فالإحسان، يكسبه المبدع في عمله الأمين على أمانته المخلص لوطنه بالشهرة التي يتحصل عليها الشخص إعلامياً ومالياً وقيادياً ليكون قدوة لصغار المجتمع من موظفين وأفراد يتطلعون إلى ما يحفزهم بالقدوة. أما الإساءة، فتكون لمن هو غير كفؤ في عمله الخائن لأمانته العابث بوطنه بالتشهير به إعلامياً ومحاسبته مالياً وطرده قيادياً ليكون عبرة لغيره ممن تسول له نفسه بسوء. [email protected]