فيينا، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - تنظّم إيران اليوم وغداً، زيارة لمنشأتين نوويتين لمندوبين من دول حليفة وأخرى «محايدة». ورفض الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا المشاركة في الزيارة، التي يُرجّح ألا تنضمّ إليها تركيا والبرازيل، إضافة الى الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، علماً أن طهران استثنت برلين من الدعوة. وعشية وصول المندوبين، أعلنت أنها ستكشف خلال زيارتهم منشأة آراك، «إنجازين نوويين»، مؤكدة ان الديبلوماسيين سيكونون قادرين على «الاطلاع على كلّ ما يريدون»، كما نفت طهران انها تسعى بذلك الى إثارة انقسام بين الدول الست المعنية بملفها النووي. وقال المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية ان مندوبي روسيا والصين لن يشاركا في الزيارة، مشيراً الى ان «يحترم هذا القرار». وأضاف ان سبعة مندوبين لدى الوكالة سيشاركون في الجولة، بينهم ممثلو مصر وفنزويلا وكوبا وسورية. وشدد على ان زيارة منشأتي ناتانز لتخصيب اليورانيوم وآراك التي تعمل بالمياه الثقيلة، «ستتيح شفافية قصوى» في شأن البرنامج النووي الايراني، مؤكداً ان المندوبين سيكونون قادرين على «رؤية كلّ ما يريدون». ورفض سلطانية تحديد الدول الأخرى التي دُعيت، أو ردها على الدعوة. لكن الاتحاد الأوروبي والصين رفضا الدعوة، فيما نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن ديبلوماسيين توقعهم ان تتجاهل روسيا وسويسرا وتركيا والبرازيل الدعوة أيضاً. أما وكالة «فرانس برس» فنسبت الى ديبلوماسيين ان خمس دول فقط أبدت استعدادها للمشاركة في الزيارة، هي الجزائر وكوبا ومصر وسورية وفنزويلا. وأكدت برن انها لن تشارك، إذ قالت الرئيسة السويسرية ميشلين كالمي-ري: «رفضنا الدعوة، على غرار كلّ الدول التي تشاطرنا رأينا». ونفى سلطانية أن يكون هدف الدعوة إثارة خلاف بين الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا)، مؤكداً ان «لا علاقة» للزيارة بالمحادثات التي ستجريها تلك الدول مع إيران في اسطنبول الأسبوع المقبل. وقال: «أوجدنا فرصة لرؤية منشآتنا النووية، لكننا نحترم قرارهم إذا لم يكونوا مهتمين» بذلك. وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي أكبر صالحي اعتبر الدعوة إجراءً لبناء الثقة، مؤكداً ان لا دولة غير إيران، فتحت منشآتها النووية أمام بلدان أخرى. وقال: «كلّ ذلك يشكّل مؤشراً الى الطابع السلمي للنشاطات النووية الإيرانية، ونحن مستعدون لاتخاذ أي إجراء لبناء الثقة المتبادلة مع الغرب، مع حماية حقوقنا النووية». وزاد صالحي الذي يرأس ايضاً المنظمة الايرانية للطاقة الذرية، أن المندوبين سيشهدون في منشأة آراك «إنجازين نوويين». وتأتي الزيارة بعد جولة مشابهة نظمتها إيران عام 2007، لمندوبين من دول نامية تفقدوا مصنع أصفهان لتحويل اليورانيوم. وقال مشاركون في الجولة حينها، انهم لم يستطيعوا تقويم أهداف البرنامج النووي الإيراني، استناداً الى ما رأوه في منشآت المصنع. واعتبر سعيد جليلي أبرز المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، الدعوة «دليلاً على ثقة إيران بنفسها وشفافية نشاطاتها النووية». وقال في حديث الى صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية: «دعوتنا كانت موجهة أساساً الى ممثلي مجموعة ال77 ومجموعة عدم الانحياز، والذين كانوا يدافعون دائماً عن حقوقنا النووية، لكننا استفدنا من هذه الفرصة ودعونا آخرين». ونبه الى أن «الوقت حان بالنسبة الى الغرب، لمحاولة كسب ثقة الشعب الإيراني»، معرباً عن «أمله بأن يفهم الغرب المكانة التي تتبوأها إيران». وقبل يومين من زيارة المنشآت النووية الإيرانية، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على 24 شركة شحن، بينها 20 في هونغ كونغ، اعتبرتها واشنطن واجهة لشركات منخرطة في البرنامج الصاروخي لطهران. وأشارت الوزارة الى ان مؤسسات الشحن ترتبط بشركة «خطوط الشحن الإيرانية»، مشيرة الى اثنتين أخريين مرتبطتين بهيئة الصناعات الفضائية التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية. الى ذلك، اعتبر خطيب صلاة الجمعة في طهران كاظم صديقي ان اعتقال «منفذي» اغتيالات طاولت علماء نوويين إيرانيين، «حطم أسطورة الاستخبارات الإسرائيلية» التي اتهمتها ايران بالوقوف وراء تلك الجرائم.